أثر برس

مستمرة منذ أسبوعين.. سيناريوهات حول مستقبل المظاهرات في إدلب

by Athr Press Z

منذ 26 شباط الفائت تشهد المناطق التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفائها)” مظاهرات شبه يومية تطالب بإقالة “أبو محمد الجولاني” قائد “الهيئة” وتبييض السجون وغيرها من المطالب المتعلقة بإرساء الاستقرار والأمن في تلك المناطق.

حاول “الجولاني” امتصاص غضب الشارع المحلي في مناطق سيطرته عبر إصدار قرار “عفو عام” لجميع المعتقلين في سجونه وفق شروط وبنود محددة، وعقدت أجهزته الأمنية والخدمية اجتماعات مع المجتمع المحلي، في حين لم تحقق هذه الخطوات أي نتائج على الأرض، إذ استمرت الاحتجاجات في مناطق سيطرة “الهيئة” وسط دعوات مكثفة للحفاظ عليها وتوسيعها لحين التخلص من سيطرة “الجولاني”.

وفي هذا السياق، لفتت صحيفة “الإندبندنت عربي” البريطانية إلى أن “المدينة الخضراء (كناية عن إدلب لاشتهارها بكثافة أشجار الزيتون) تنتفض بينما لم يعرف أهلها السلام والطمأنينة مع تقلب أحوالهم، إذ تسلم مقاليد الحكم قوى المعارضة ومع الوقت حكم المتشددون في هيئة تحرير الشام المنبثقة من تحالف عدد من المجموعات والفصائل المتشددة في كانون الثاني عام 2017 بعد اندماج (جبهة فتح الشام، جبهة أنصار الدين، جيش السنة ولواء الحق، وحركة خير الدين الزنكي)”.

وأضافت أن “في هذه الأثناء يرى مراقبون أن على الجولاني الذي ترتفع في وجهه لافتات إسقاطه ألا يتجاهل المطالب التي تتسع إما بفتح حوار مع المتظاهرين بالرضوخ للمطالب وتوسيع المشاركة وتسليم الحكم، أو احتمال فتح النار على الموجودين في الساحات، وهنا ليس من المستبعد أن تتحول إلى ساحات حمراء في مدينة إدلب الخضراء”.

بدورها أشارت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أن “شهر رمضان في سوريا دخل هذا العام، وسط اضطرابات متواصلة في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام على خلفية الانشقاقات المتواصلة في صفوفها، والتي حركتها حملة داخلية شنّها زعيمها، أبو محمد الجولاني، خلال الفترة الماضية، للتخلص من منافسيه، عبر اعتقالهم بحجة اكتشاف شبكة من العملاء تعمل لصالح دول أجنبية، وفي محاولة جديدة لتجاوز الصراع الداخلي الذي تعتبره مصادر جهادية حاسماً، تُضاف إلى الإفراج عن معظم القياديين الذين تمّ اعتقالهم في الفترة الماضية، أطلق الجهاز الأمني التابع للهيئة، سراح “أبو ماريا القحطاني” (ميسر بن علي الجبوري – عراقي الجنسية)، وهو أحد أبرز قياديي الهيئة، ومن مؤسسي جبهة النصرة، والنائب السابق للجولاني”.

وتعقيباً على هذه التوترات في مناطق سيطرة “الهيئة” خلُص مقال نشرته صحيفة “العرب” إلى أنه “لا توجد خطة واضحة لدى هيئة تحرير الشام للتخلص من وضعها المنبوذ في الداخل، فالانتفاضة ضدها تشمل فئات عديدة ومتنوعة من المجتمع، بينها مدنيون ناقمون على الأوضاع الاقتصادية، وغاضبون من تنامي القبضة الأمنية، ومنتسبون سابقون لفصائل فككتها الهيئة، ويشارك في المظاهرات أفراد من حزب التحرير وشباب ثوري يحلم بحكم مدني” موضحة أن “أبو محمد الجولاني يفتقر إلى رفاهية إجراء إصلاحات واسعة تمس صميم قناعاته الأيديولوجية”.

وبدأت المظاهرات ضد “الجولاني” بعد مقتل أحد عناصر “جيش الأحرار” في سجون “الهيئة” وتؤكد التقديرات أن هذه المظاهرات تأتي نتيجة لتراكمات من ممارسات “الهيئة” وأجهزتها الأمنية بحق المدنيين، وفي هذا الصدد، نقلت قناة “الحرة” الأمريكية سابقاً عن المحامي والحقوقي فهد الموسى إن “المظاهرات نتيجة إرهاصات متراكمة” موضحاً أن “المشاركة فيها تنسحب على أفراد من فصائل قضت عليها “هيئة تحرير الشام” تتحرك الآن من منطلق “الثأر القديم”.

يشار إلى أن “هيئة تحرير الشام” تسيطر على مناطق شمال غربي سوريا، وحاول “الجولاني” مؤخراً توسيع رقعة سيطرته باتجاه أرياف حلب، في محاولة للسيطرة على المعابر الحدودية بين سوريا وتركيا، واندلع إثر هذه المحاولات اشتباكات عنيفة بين فصائل أنقرة التي تسيطر على تلك المناطق و”الهيئة”.

أثر برس 

اقرأ أيضاً