أثر برس

كتب زياد غصن.. مسيرة 59 عاماً من إنتاج القمح السوري: عام 2006 كان تاريخياً

by Athr Press G

زياد غصن ||أثر برس على مدار ستة عقود من الزمن تذبذب إنتاج سوريا من القمح تبعاً لأسباب عدة أبرزها ما هو متعلق بوضع الهطولات المطرية في كل عام، وماهية السياسات الزراعية الحكومية المطبقة الخاصة بزراعة القمح في البلاد، والمتغيرات التي طرأت على هذه الزراعة من حيث اهتمام المزارعين، تطور الأصناف الوراثية، والمساحات المزروعة.

وبمراجعة بيانات 59 عاماً، والتي أعدتها وزارة الزراعة، يمكننا تقسيم مسيرة إنتاج سوريا من القمح إلى ثلاث فترات رئيسية هي:

المرحلة الأولى: وتشمل الأعوام الممتدة بين عامي 1964 و1990 وفيها لم يتجاوز الإنتاج السنوي للبلاد من محصول القمح أكثر من 2 مليون طن إلا في 3 أعوام فقط من أصل 26 عاماً، فمثلاً في العام 1964 وصل الإنتاج إلى نحو 1.100 مليون طن، فيما لم يسجل في العام 1990 أكثر من 2.070 مليون طن، أما العام الذي شهد أعلى كمية إنتاج في هذه المرحلة فكان 1980 وسجل نحو 2.238 مليون طن، ثم جاء العام التالي 1981 ثانياً بنحو 2.087 مليون طن، فالعام 1988 ثالثاً بنحو 2.067 مليون طن.

وبالنسبة للأعوام التي شهدت أقل كمية إنتاج، فإن العام 1966 كان الأقل وفيه لم يتجاوز إنتاج البلاد من القمح أكثر من 559 ألف طن، ثم العام 1973 بحوالي 593 ألف طن، وثالثاً كان العام 1968 وبلغ فيه الإنتاج حوالي 600 ألف طن.

المرحلة الثانية: تضم الأعوام الممتدة بين عامي 1991 و2010، وفي هذه المرحلة بدأت البلاد بقطف ثمار سياسة دعم إنتاج القمح التي أقرتها القيادة السياسية في البلاد مع نهاية فترة الثمانينيات، إذ بدءاً من العام 1991 أخذ إنتاج البلاد من القمح يتصاعد حيث كانت البداية مع 2.351 مليون طن ليصل في العام 1995 إلى حوالي 4.184 مليون طن ثم يحقق رقماً قياسياً في العام 2006 وليبلغ حوالي 4.932 مليون طن، وهي أعلى كمية إنتاج تصل إليها البلاد.

خلال هذه المرحلة يمكن تسجيل الملاحظات التالية:

-بلغ عدد الأعوام التي تجاوز فيها إنتاج البلاد عتبة 4 ملايين طن حوالي 10 أعوام من أصل 20 عام شملتها المرحلة الثانية.

-عامان تدنى فيهما الإنتاج إلى ما دون 3 ملايين طن، الأول هو العام 1999 وفيه بلغ الإنتاج حوالي 2.697 مليون طن، والعام الثاني هو 2008 ولم يتجاوز فيه الإنتاج عن 2.139 مليون طن.

المرحلة الثالثة: وتبدأ مع اندلاع الأزمة في العام 2011 ولاتزال مستمرة إلى اليوم، هنا وعلى الرغم من محافظة الإنتاج في أول عامين من هذه المرحلة على وتيرة إنتاج جيدة، ففي العام 2011 بلغ إنتاج البلاد حوالي 3.858 مليون طن، وفي العام 2012 تدنى الإنتاج قليلاً ليبلغ حوالي 3.609 مليون طن، إلا أنه بقي جيداً، لاسيما إذا ما تمت مقارنته بالأعوام التالية، حيث تراجع الإنتاج ليصل في بعض الأعوام لنحو 1.223 مليون طن كما هو الحال في العام 2018، وإلى 1.552 مليون طن في العام 2022، وإلى 1.726 مليون طن في العام 2016، لكن الملاحظ أن الإنتاج قفز في العام 2019 ليصل إلى أكثر من 3 ملايين طن، وفي هذا العام كانت الهطولات المطرية على مستوى الكمية والتوزع الجغرافي والزمني.

ولابد من التوضيح أنه من الضروري عند مقارنة كميات الإنتاج وفقاً للعقود الستة الماضية الأخذ بعين الاعتبار عدد سكان البلاد وتغييره، ففي بعض المراحل والأعوام قد تكون كميات الإنتاج كافية للاستهلاك المحلي، وربما يكون هناك فائض أيضاً، لكن في المقابل فإن كميات التصدير إن وجدت في بعض الأعوام فهي لست مؤشراً على تحقيق الاكتفاء الذاتي، فسابقاً كان يجري تصدير بعض كميات القمح القاسي المنتج محلياً لاستيراد كميات من القمح الطري المستخدم عادة في صناعة رغيف الخبز المدعوم.

اقرأ أيضاً