مشهد ضبابي يخيم على محافظة إدلب وأرياف حلب وحماة المعقل الأخير لـ “جبهة النصرة” وفصائل المعارضة على امتداد الجغرافيا السورية، حيث أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية عن تقديم تركيا ورقة لروسيا تتضمن خطة لمنع قيام القوات السورية بعملية عسكرية باتجاه المحافظة التي تضم أكبرعدد من المسلحين الأجانب.
وعرضت الصحيفة اليوم الأحد، مضمون الخطة والمسماة “الورقة البيضاء لمحافظة إدلب”، وقالت إن تركيا دعت جميع الفصائل والهيئات والتجمعات في شمال سوريا وأهمها “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة وحلفائها” وباقي الفصائل إلى مؤتمرعام يعقد خلال أسبوعين لمناقشة مستقبل وجودهم في إدلب على ضوء التطورات الأخيرة.
وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها، إلى أن “تركيا ستطلب من الجميع تسليمها السلاح الثقيل والمتوسط لتقوم بجمعه وتخزينه لديها، على أن يتم الإعلان عن تأسيس ما يسمى “الجيش الوطني” من “جبهة النصرة” وباقي الفصائل، وتأسيس هيئة موحدة للكيانات غيرالعسكرية تنفذ مهام لها بإشراف وإدارة تركيا”، وجاء ذلك بالتوازي مع حديث غير رسمي لصحف تركية عن دراسة وصاية تركية على المنطقة لمدة 5 سنوات.
تلك التصريحات نفاها بالمقابل اليوم أحد القياديين في “جبهة النصرة” المدعو “أبو الفتح الفرغلي” قائلاً: “لا صحة حتى الآن للإشاعات الزاعمة بوقوع إدلب تحت حماية مدتها 5 سنوات”.
في حين قال قائد فصيل “جيش العز” في تغريدة مساء أمس على تويتر بأن “المعركة على محافظة إدلب قادمة لا محالة ويجب على الفصائل تجهيز نفسها للعملية فلن يحميها أحد”.
وعلى مقلب آخر، خرجت عدة تصريحات روسية رسمية خلال اليومين الماضيين حول ضرورة وجود حل للاستفزازات التي تقوم بها “جبهة النصرة” في محافظة إدلب، ومهاجمتها للقوات السورية في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، تلك التصريحات تشابه إلى حد ما نشر من تصريحات من قبل وزارة الدفاع الروسية قبل البدء بعملية الغوطة الشرقية، ما يعكس تمهيد روسيا لبدء عملية عسكرية جدية نحو آخر معاقل “جبهة النصرة” وفصائل المعارضة في سوريا.
ويرى مراقبون بأن هيمنة “جبهة النصرة”، في الشمال السوري لن تسمح لتركيا بمنع العملية العسكرية على المنطقة التي تخضع بشكل شبه كامل لسيطرتها.
في حين تساءل عدد من الناشطين عن المكان الذي سيتوجه إليه آلاف المسلحين من الإيغور والأوربيين وجنسيات أخرى في حال بدأت القوات السورية بدعم روسي بعمليتها العسكرية على المنطقة.
يذكر أن تركيا قد ثبتت مؤخراً 12 نقطة مراقبة على أطراف محافظة إدلب وأرياف حلب وحماة ودخلت القوات التركية إلى نقاط المراقبة بتنسيق مع “جبهة النصرة”.