خاص || أثر برس تلقى “أثر برس” عدد كبير من الشكاوى في الفترة الأخيرة حول الواقع الخدمي في مشروع دمر بالعاصمة دمشق، وعدم تجاوب المعنين معهم سواء في قطاع الاتصالات أم الكهرباء أم الماء، بشكل يشوّه الصورة التي يتخيلها أهالي دمشق في الأحياء الأخرى، عن المشروع.
منقطعون عن العالم الخارجي:
أولى الشكاوى الواردة كانت عن مشكلة الاتصالات والإنترنت، حيث أوضحت “منى” إحدى سكان منطقة التعمير بمشروع دمر لـ”أثر” أنها تقدمت بشكاوى عدة لمقسم هاتف مشروع دمر حول انقطاع الاتصالات والإنترنت بالتزامن مع انقطاع الكهرباء، ما يبقيها منقطعة عن العالم الخارجي طيلة 6 ساعات انقطاع للكهرباء، مبينة أن “هذا الوضع بات لا يحتمل”.
كما بين “معاذ” أحد سكان الجزيرة 16 لـ”أثر” أن لديه خطي هاتف أرضي في المنزل والاثنان ينقطعان عند قطع التيار الكهربائي لافتاً إلى أنه “عندما كانت ساعات التقنين 4 ساعات قطع مقابل 2 وصل كانت الخطوط الأرضية والإنترنت تتوقف بعد ساعتين من قطع التيار الكهربائي، أما الآن تنقطع مباشرة في ظل التقنين الحالي المتمثل بنحو 6 ساعات قطع مقابل ساعة أو اثنتين وصل”.
وبينت يسرى إحدى المشتكيات لـ”أثر” أنها تعاني من قطع الهاتف الأرضي والإنترنت منذ أن تم تطبيق التقنين الكهربائي الجائر بالمشروع، مشيرة إلى أنها “تقدمت بشكوى مرات عدة لكن من دون جدوى عدا عن أن أحد موظفي مقسم الهاتف أخبرها بأن جميع خطوط الأونو تعاني من هذه المشكلة والحل هو تركيب ألواح طاقة شمسية”.
الاتصالات تعد بالحل السريع:
وبهذا السياق، أوضح مدير الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الاتصالات والتقانة رضا بني المرجة لـ”أثر” أنه سبب المشكلة في المناطق المذكورة هو تخديمها بوحدات النفاذ الضوئية التي تعمل بالمدخرات (البطاريات)، وفترات التقنين التيار الكهربائي الطويلة والتي تصل لأربع ساعات ونصف قطع مقابل ساعة أو نصف ساعة وصل، تنهك المدخرات ويؤدي لتلفها.
وأكد أن فرع اتصالات دمشق رفع طلب للإدارة العامة للشركة السورية للاتصالات لمعالجة المشكلة باستبدال البطاريات المغذية للمنطقة والأرقام التي تقدمت بشكوى ببطاريات جديدة بأقرب وقت فور استكمال الإجراءات اللازمة لاستبدالها.
التدفئة والمياه الساخنة:
وفي إطار الآلية المعمول بها ضمن المشروع فإن أبنيته مجهزة بالكامل بأجهزة التدفئة المركزية، ويتوجب على سكانه دفع مبالغ (شهرية أو سنوية) مقابل الحصول على مياه ساخنة وإيصال التدفئة للمنازل، إذ يتم تشغيل محطات التدفئة الحرارية الستة في المشروع.
وفي هذا الإطار، وردت لـ”أثر” شكاوى من بعض سكان المشروع مفادها عدم حصولهم على المياه الساخنة والتدفئة رغم دفعهم الاشتراكات المتوجبة عليهم بشكل سنوي.
وتحدثت “تهاني” وهي من سكان الجزيرة التاسعة لـ”أثر” أن ساعات وصل التيار الكهربائي هي 3 ساعات خلال اليوم كله، ولم يتم وصل التدفئة والمياه الساخنة لمنزلها رغم دفعها الرسوم السنوية.
وأضاف “محمود” وهو سكان الجزيرة الخامسة لـ”أثر” أنه سيلغي الاشتراك بالتدفئة والمياه الساخنة لأنها بلا جدوى والأفضل بالنسبة في هذه الحالة هو تركيب منظومة طاقة شمسية، مضيفاً “منزلي في الطابق السابع ولدي أطفال والتقنين الكهربائي أصبح سيئ جداً، وإدارة المشروع رغم دفع الرسوم لا تخدمنا بالمياه الساخنة، والتدفئة يتم وصلها في ساعات المساء وهذا لا يكفي”.
وأوضح “أيمن” أحد سكان الجزيرة العاشرة لـ “أُثر” أنه منذ إعلان البدء بتشغيل التدفئة والمياه الساخنة لسكان المشروع لم تصل لمنزله، مطالباً إدارة المشروع بتقديم الخدمات المتوجبة عليهم خاصة أن السكان ملتزمين بدفع الرسوم.
3 ساعات إضافية للتدفئة:
من جانبه، أوضح رئيس ورشة الطوارئ في مشروع دمر ماهر طرابلسي لـ”أثر” أن ساعات تقنين التيار الكهربائي لم تتغير فهي مقسمة لثلاثة قطاعات، الأول 9 ساعات قطع مقابل ساعة وصل، والثاني 8 ساعات قطع مقابل ساعة وصل، والثالث 7 ساعات قطع مقابل ساعة وصل، منذ الشهر الماضي إلى اليوم وليست هناك علاقة بين التدفئة والتقنين، مبيناً أنه “تم التنسيق بين شركة كهرباء دمشق وإدارة مشروع دمر لوصل التيار الكهربائي من الساعة 5 إلى 8 مساءً، أي بمعدل 3 ساعات إضافية من أجل التدفئة.
ولم ينف طرابلسي عدم كفاية ساعات التدفئة، مذكراً بالظروف القاسية التي يحكمها وقت التيار الكهربائي والإمكانيات الموجودة اليي يتم تزويدهم بها، مشيراً إلى أنه “من الممكن في الأيام الأكثر برودة أن يكون هناك ساعة تدفئة إضافية إن توفرت الإمكانيات لدى شركة الكهرباء”.
أما بخصوص وصل المياه الساخنة للمنازل، فأكد أن جميع من دفع الرسوم المتوجبة عليه تصله المياه الساخنة والتدفئة، منوهاً إلى أن مهمة الورشة هي تسخين المياه المتوفرة لدى السكان، أي من لم يدفع فاتورة رسم عداد المياه والفواتير وتم أخذ عداده لا يمكن وصل المياه الساخنة لمنزله.
وأضاف طرابلسي أن ساعات تزويد المياه الساخنة متزامنة مع التدفئة، ومن الممكن أن يتم الاستفادة منها بعد هذه المدة المحددة لأن كل مشترك لديه كمية ألف ليتر موجودة بالأسطوانة الخاصة به، البعض يستهلكها باليوم الثاني من التزويد والبعض يستجرها في المساء فوراً.
وبالنسبة للاشتراكات السنوية، اعتبر طرابلسي أنها لا تكفي، مضيفاً: “إن تم تقسيم المبلغ السنوي على شكل شهري فسيكون المبلغ 35 ألف ل.س وكما يعلم الجميع هذا لا يكفي لشراء مشتقات نفطية لتدفئة منزل كل قاطن في المشروع بشكل شهري”.
أسعار الشقق السكنية بالمليارات:
في جولة سريعة على أسعار الشقق السكنية بمشروع دمر، تبين أنها تصل للمليارات في معظم جزر المشروع ولاعتبارات مختلفة.
وهنا يوضح “فارس” صاحب مكتب عقاري في مشروع دمر لـ” أثر” أن هناك أسباب عدة لتسعير كل شقة سكنية في مشروع دمر، ومنها في أي جزيرة تقع وإن كان هناك إطلالة، والمساحة والكسوة الداخلية، مبيناً أن “أسعار الشقق بالمشروع كانت مرتفعة من قبل هذا التضخم الحاصل ومن المؤكد أنه في ظل هذه الظروف ستكون أغلى من باقي المناطق أو توازيها”.
وتابع أن الأسعار تبدأ من مليار وتصل لأكثر من 5 مليارات، مشيراً إلى أن “هذه الأسعار إذ تمت مقارنتها قبل هذه الظروف الاقتصادية السيئة والتضخم، يتبين أنها نفسها لم تتغير لكن تدهور قيمة الليرة السورية هو ما أثر في الأسواق بشكل عام والعقارات خاصة”.
تغيير التسمية لم يغير المشاكل:
ومشروع دمر هو منطقة سكنية حديثة البناء تقع غربي دمشق، ويعتبر المشروع جزءاً من الشام الجديدة التي تضم إضافة إلى مشروع دمر، ضاحية قدسيا وجزء من المزة.
ويحوي المشروع نحو 25 جزيرة، 15 منها تم تنفيذها في بادئ المشروع تتألف كل منها من /25-30/ بناء طابقي وبرجي، و10 جزر منها تسمى توسع المشروع لا يزيد عدد الأبنية في الجزيرة الواحدة فيها على 20 بناء؛ إلا الجزيرة /16/ التي تعتبر ذات تنظيم فريد ووحيد يضم 180 بناء.
يذكر أن المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق أصدر العام الماضي قراراً يقضي بتغيير اسم منطقة “مشروع دمر” وإطلاق تسمية جديدة على المنطقة هي “ضاحية الشام الجديدة“، وسط مطالب من قبل السكان بالتركيز على قرارات تفيد الواقع الخدمي على رأسها الماء والكهرباء.
لمى دياب – دمشق