طرح مشرّعون ديمقراطيون وجمهوريون في “الكونغرس” الأمريكي، مشروع قانون يسعى لمعالجة أزمة المهجرين السوريين والحد من نفوذ تنظيم “داعش” في سوريا.
ووفقاً لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، فإن “المشروع الذي قُدم تحت عنوان “قانون المعتقلين والمهجرين السوريين”، يهدف إلى التطرّق للأزمة الإنسانية والأمنية المتزايدة في مخيمات للمعتقلين والمهجرين في سوريا، ويخص بالذكر “مخيم الهول” الواقع في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا”.
وأكد القائمان على المشروع، السيناتورة الديمقراطية “جين شاهين” والجمهوري “ليندسي غراهام”، أن “غياب الرعاية الطبية والمياه النظيفة والصرف الصحي يسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في المخيمات”.
وشدد المشرّعان على تخوفهما من بسط تنظيم “داعش” سيطرته على هذه المخيمات، مشيران إلى “حديث قائد القيادة الوسطى مايكل كوريلا، عن تداعيات الأزمة في المخيمات، أنه في حال عدم معالجة المشكلات الموجودة فيها حالياً فسوف تنجم عنها كارثة إنسانية، وأن آلاف المعتقلين يمثلون جيشاً نائماً لـ “داعش”.
وقالت السيناتورة جين شاهين: “لا يمكننا تجاهل هذه الأزمة المتزايدة من دون المخاطرة بعودة آيديولوجية “داعش” المروّجة للكراهية، إذ أن مشروع القانون المطروح سيحرص على وجود مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية لقيادة جهودنا والعمل على إغلاق المخيمات والتطرق للأزمة الإنسانية والأمنية هناك وجمع الدعم الدولي الذي نحتاج إليه للتحقق من هزيمة “داعش” هزيمة مستديمة”.
من جهته، أعرب الجمهوري ليندسي غراهام، عن قلقه الشديد من استعادة “داعش” نفوذه في سوريا وتهديد الإرهاب المستمر في الشرق الأوسط، مضيفاً: “لقد زرتُ مخيم الهول للاجئين هذا الصيف، ولسوء الحظ يمكنني تأكيد أن الوضع الميداني هناك يزداد خطورة”.
وشدد غراهام على “أهمية المشروع المطروح في معالجة التحديات المرتبطة بالترحيل والمحاكمة ومن ثم إغلاق مخيم الهول”، مشيراً إلى أن “خطوات من هذا النوع سوف تحدّ من انتشار التطرف في المخيم وتؤمّن سلامة الولايات المتحدة بالعمل على منع تنظيم “داعش”من العودة وتعزيز وجوده”.
وأعلنت “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، في السابع عشر من أيلول الماضي، انتهاء عمليتها الأمنية التي نفذتها في “مخيم الهول”، على مدى ثلاثة أسابيع، بهدف تمشيط المخيم، وفصل أقسامه بعضها عن بعض.
وأفادت “قسد” في بيانها، بـ “انتهاء العملية الأمنية بتوقيف 226 شخصاً من بينهم 36 امرأة متشددة شاركن في جرائم القتل والترهيب التي شهدها المخيم في الأشهر الأخيرة”.
وترجّح المصادر لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن “تكون قسد اختارت التوقيت بنصيحة أمريكية للفْت نظر الجميع إلى دورها في محاربة الإرهاب”، كاشفةً أن “قسد لا تستعجل تفكيك المخيم، ولذلك، فإن إجراءات ترحيل العوائل العراقية والسورية بطيئة، بسبب المنفعة المادّية الهائلة التي تجنيها نتيجة صبّ كلّ المنظّمات الدولية تمويلها داخل الهول، ولضمان عدم خسارة ورقة رابحة في السياسة، في أيّ تسوية للأزمة في البلاد”، مشيرةً إلى أن “استمرار وجود المخيّم سيؤدّي إلى بقاء الأمريكيين إلى أطول أمد ممكن في الأراضي السورية، ما يشكّل مظلّة مهمّة لقسد للصمود في وجه أيّ محاولات لتفكيكها مستقبلاً”.
يذكر أن تعداد سكان مخيم الهول يبلغ نحو 55 ألف شخص، إذ أنه شهد 46 جريمة قتل منذ بداية العام الحالي، وتقول “قسد” إن هذه الجرائم من تنفيذ خلايا “داعش” النشطة داخل المخيم الواقع على بعد 45 كم شرقي مدينة الحسكة.
أثر برس