خاص||أثر برس دشّن وزير الصحة حسن الغباش، صباح اليوم، مشفى العيون الجراحي في حي قاضي عسكر بحلب، معلناً وضع المشفى في الخدمة بعد انتهاء عمليات إصلاح وترميم الأضرار الكبيرة التي تعرض لها خلال فترة سيطرة المجموعات المسلحة على أحياء شرق المدينة.
وتضمن المشفى بعد انتهاء عمليات إعادة التأهيل، كافة المستلزمات والأجهزة الطبية الحديثة المتعلقة بطب العيون، حيث اطلع الوزير غباش على كافة تجهيزات المشفى وأقسامه من خلال جولة شاملة نفّذها عقب الافتتاح.
ويتألف مشفى العيون، “الهيئة العامة لمستشفى العيون الجراحي بحلب”، من طابقين بمساحة طابقية تبلغ /1800/ متر مربع، وبسعة /25/ سريراً، كما يضم غرفتين للعمليات، وغرفة عناية مشددة، وقسم خاص للإسعاف.
كما يضم المشفى قاعة محاضرات، عيادات تخصصية لكافة آفات وأمراض العين “عامة، قرنية، حَوَل، بصريات، داخلية، إيكو عيني، أشعة، علاج بالليزر، ومخبر”، إلى جانب مكاتب إدارية وخدمية.
وتكتسب إعادة افتتاح مشفى العيون، رمزية خاصة بالنسبة لأبناء مدينة حلب، وخاصة بأن اسم هذا المشفى خلال فترة سيطرة المسلحين على أحياء شرق المدينة، كان يشكل حالة من الرعب بين الأهالي نظراً لارتباط اسمه باسم مقر “الهيئة الشرعية” التي تتبع لـ”جبهة النصرة”.
وكانت تتم في المشفى ذلك الحين، المحاكمات الصورية والتحقيقات والاستدعاءات التي كانت تجريها النصرة لقاطني أحياء شرق المدينة، وكان يمثل مركز الثقل الأمني للنصرة في عموم مناطق سيطرتها بحلب، كما تحولت أقبية المشفى آنذاك إلى سجون اكتظت بالأهالي الرافضين لوجود المسلحين في مناطقهم، والذين كانت تجرى بحقهم محاكمات سريعة ضمن ما يسمى بـ “المحكمة الشرعية” في المشفى ذاته، قبل أن يتم تحويلهم إلى السجون المقامة في الأقبية.
كما كانت تشهد أقبية المشفى على أشنع وأقسى عمليات التعذيب التي كانت تنفذها النصرة وباقي الفصائل الموالية لتركيا بحق المدنيين المعتقلين لديها.
ورغم كل تلك الفترة العصيبة والمريرة التي استمرت قرابة /5/ أعوام، والخوف الذي عاناه أهالي حلب من مجرد ذكر اسمه في ذلك الحين، يعود مشفى العيون بحلب اليوم إلى مكانته الحقيقية، مركزاً آمناً للاستشفاء، ومبعثاً للأمل بالعلاج وإعادة النور إلى عيون من يحتاج من الحلبيين.
زاهر طحان – حلب