خاص || أثر برس في الوقت الذي تشهد فيه حركة النقل في دمشق وريفها، ازدحاماً كبيراً في ظل عزوف بعض من أصحاب وسائط النقل (السرافيس) العمل، نلحظ اكتظاظ الشوارع بأعداد الذين يتهافتون للحصول على مقعد لهم في خضم معركتهم اليومية لتنقلاتهم والوصول إلى العمل أو الجامعة أو المدرسة.
في منطقة الحسينية بمحافظة ريف دمشق، تضيع الخدمات بين ثلاث بلديات تتبع لثلاث محافظات هي دمشق وريف دمشق والقنيطرة، حيث يعاني سكانها من نقص في مختلف الخدمات، وكل جهة ترمي هذا النقص بملعب الأخرى، لتترك الأهالي عرضة لتقاذف المسؤوليات، إذ تطفو على السطح قضية النقل التي تشهد هماً ضاغطاً على الأهالي في ظل التمسك بشماعة ارتفاع أسعار المحروقات والحصول عليها من السوق السوداء، بالتزامن مع غياب الرقاب، وصرف النظر عما يحدث، تاركين الأمور تسير على مزاج أصحاب الآليات التي تنقل الناس مستغلين حاجتهم التي لا مفر منها.
“أبو علي” وغيره كُثر من سكان الحسينية، يضطر لأن يستقل السرفيس يومياً عند الصباح، والذي لا يرضى صاحبه بأقل من ألفي ليرة على الراكب، علماً أن التسعيرة محددة بألف ليرة، أما عند العودة – وفي ظل تغيّب عدد من السرافيس عن خطوطهم جراء تحويل بعضها لنقل الطلاب أو أطفال الروضات – تصبح التسعيرة بين 3 – 4 آلاف ليرة، وفي حال لم يتسن له الحصول على مقعد في السرفيس، فيضطر أن يستقل سوزوكي وأن يدفع مبلغ 7 آلاف ليرة.
عدم التزام بالخطوط:
في هذا الإطار، أفاد عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق المعني بقطاع النقل إياد النادر لـ “أثر” بأن هناك مشهداً يومياً يتكرر مع أزمة النقل في دمشق وريفها، وتبعاته تنعكس سلباً على السكان، لافتاً إلى أن أزمة المحروقات تسبّبت بعدم التزام وسائل النقل بخطوطها كاملة، إما عبر اختصار خط سير المركبة لينحصر فقط ضمن المنطقة الواحدة، أو عبر زيادة التعرفة علماً أن هناك تعليمات بمتابعة موضوع النقل من جميع المعنيين، سواء من فرع المرور بالمحافظة، أو عضو المكتب التنفيذي المختص، أو مديري النواحي.
وانطلاقاً من ذلك، بين أنه يتم متابعة مشكلة النقل في مختلف المناطق بالمحافظة على اختلاف توزعها، حيث كان هناك العديد من الشكاوى المتمثلة بعدم التزام وسائل النقل بخطوطها، وقلة عدد باصات النقل الداخلي، التي تقوم بتأمين الركاب وخاصة في أوقات الذروة، إلا أن هناك بعض التجاوزات التي يتم متابعتها، وتنظيم عدد من ضبوط مخالفات السير بحق المخالفين، غير أن المنطقة بحاجة لزيادة عدد آليات النقل، لأن الموجود غير كافٍ.
بدوره أوضح عضو قطاع الخدمات والتنسيق بمحافظة ريف دمشق صفوان ضاهر لـ”أثر” أن أصحاب السرافيس يلجؤون لذرائع عدة، وحجة البعض إما عدم توفر المازوت فيضطرون لتأمينه وشرائه بشكل حر، اﻷمر الذي يفاقم اﻷزمة، أو أن التسعيرة المعلن عنها ﻻ تتوافق مع المردود الذي يبتغونه، وﻻ مع أسعار الإصلاحات التي تتعرض لها مركباتهم.
وأشار إلى أنه بعد إلزام السائقين بتركيب أجهزة التتبع الإلكترونية GPS بات الأمر أكثر سهولة وتم إلزامهم بالعمل، إلا أنهم أصبحوا يرفعون الأسعار بحجة المسافات الطويلة، ولكن هناك متابعة وستكون المحاسبة سيدة الأمر.
في حين أكد أن المحافظة تلقت كتاب من فرع المحروقات عن طريق مديرية التشغيل والصيانة بعدد الطلبات التي تحتاجها من المحروقات، ويتم العمل بهذا الإطار وفق برنامج وظائف الفرع، مضيفاً أن المحافظة تلتزم بعدد الطلبات المرسلة والمحددة، والتي يتم توزيعها على القطاعات مع مراعاة الموسم والحاجة لكل قطاع سواء التدفئة، الصناعة، الزراعة، اﻷفران، بيع حر، نقل، مدللاً بأن قطاع اﻷفران له اﻷولوية كون الخبز خط أحمر، بينما التدفئة تم تخفيض مخصصاتها لأن الأجواء دافئة.
إيقاف عقود المدارس في دمشق:
أما عن دمشق، وحول واقع المواصلات والشكاوى الواردة عن الازدحام على السرافيس، فكشف عضو المكتب التنفيذي بمحافظة دمشق عمار غانم بحديثه مع “أثر” أنه خلال اجتماعات لجنة نقل الركاب بالمحافظة وعلى مدار ثلاثة لقاءات لها منذ بداية العام الدراسي لم توافق على عقود تخديم السفرات اليومية مع المؤسسات العامة والخاصة، وذلك لتخفيف الضغط عن الخطوط، ولتأمين الغزارة بالآليات على الطرق، علماً أنه عاد 200 سرفيس إلى الخطوط، ومن المتوقع أن يزيد العدد خلال الأشهر القادمة.
ونوّه إلى أنه منذ بداية العام تم تنظيم ضبوط تسعيرة للسرافيس بلغ عددها 304 ضبوط، مشيراً إلى أنه في حال وقوع أي مخالفة لابد من تعميم ثقافة الشكوى، واللجوء لأي دورية أو فرع المرور أو إلى المحافظة، وفي حال التأكد من المخالفة يتم حسم نقاط على البطاقة للسائق والتحويل للقضاء.
لينا شلهوب – دمشق وريفها