خاص|| أثر برس أكدت مصادر عشائرية أن القوات الأمريكية كثّفت في الآونة الأخيرة تحركاتها العسكرية شرقي الفرات، موضحة أن هذه التحركات تهدف إلى حماية “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” من هجمات قوات العشائر العربية وتشير إلى احتمال تدخل مباشر من القوات الأمريكية في المواجهة بين “قسد” والعشائر.
وحول ماهية هذه التحركات، أفادت مصادر “أثر برس” بأن القوات الأمريكية تسيّر بشكل شبه يومي دوريات في منطقة “ذيبان”، التي تعد النقطة الأساس للمواجهة بين قوات العشائر و”قسد”، إلى جانب دوريات الاستطلاع الجوي بالمسيّرات أو المروحيات القتالية.
وأشارت مصادر عشائرية لـ”أثر برس” إلى أن تحركات القوات الأمريكية تندرج ضمن إطارين الأول: تدعيم وحماية قواعدها التي تنتشر في المنطقة وخاصة قاعدتي حقل العمر وحقل كونيكو، من خلال نقل معدات عسكرية، وهبوط مروحيات الشحن ومروحيات نقل الجنود باستمرار في هذين الحقلين.
والإطار الثاني: يهدف إلى دعم وجود “قسد”، وأوضحت المصادر أن الأمر لا يرتبط برغبة الأمريكيين بحماية “الوحدات الكردية”، وإنما يرتبط بأهمية بقاء هذه الفصائل في خريطة الميدان، على اعتبار أن القوات الأمريكية تعد هذه القوات شريكاً محلياً موثوقاً.
ولفتت المصادر إلى أن الأسلحة الموجودة مع “قسد” واستخدامها سابقاً للطيران المسيّر في قصف بلدات ذيبان والحوايج، دليل على تمسك الأمريكيين بالفصائل الكردية بوصفها ورقة ميدانية لا أكثر.
وفيما يتعلق بالمفاوضات بين “قسد” وقوات العشائر العربية، نفت المصادر في حديثها لـ”أثر برس” وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين “قسد” وقوات العشائر العربية، سواء في الداخل السوري بوساطة وجهاء العشائر المقربين من “قسد”، أم القيادات العشائرية المعنية في الحراك العشائري مثل المدعو “هفل الهفل”، أو حتى خارج الأراضي السورية بالتواصل مع قوات التحالف من قبل “مصعب الهفل”.
وأوضحت المصادر أن هذه المفاوضات توقفت نتيجة عدم جدية القوات الأمريكية في دفع “قسد” نحو تفاوض فاعل ومثمر، مبيّنة أن الشروط التي تطرحها العشائر تطالب بتسليم إدارة المنطقة للمكون العربي، على اعتبار أنه لا وجود تاريخي أو محدث للمكون الكردي في كامل المنطقة الممتدة من جنوب مدينة الحسكة وحتى الضفة الشرقية لنهر الفرات، وعليه فإن الفصائل الكردية تتحكم بالمنطقة لخدمة “مصالح حزب العمال الكردستاني” غير المعني بالشأن السوري، كونه منظمة لها أهدافها الانفصالية في دول وجود الكرد.
وأكدت المصادر العشائرية أن قوات العشائر مصرة على تنفيذ عمليات نوعية ضمن مناطق تحميها القوات الأمريكية، كالحادثة التي أُصيب فيها قبل أيام القيادي في “قسد” المدعو “أنكيل”، إذ أوضحت المصادر أن عبوة ناسفة استهدفت عربة مصفحة كانت تُقل “أنكيل” بعد خروجه من المدينة العمالية التابعة لحقل العمر النفطي، إذ تُقسم هذه المدينة بين قاعدة أمريكية، ومقر أساسي لمجموعات “حزب العمال الكردستاني”، المنتشرة شرقي سوريا، وبيّنت المصادر أن نوعية هذه العملية تأتي من كونها تهدد الأمريكيين على اعتبار أنها نُفذت بالقرب من كبرى قواعدهم في ريف دير الزور.
يشار إلى أن “قسد” اتخذت مؤخراً إجراءات عدة للحد من الهجمات ضدها، مثل تلغيم بعض النقاط على ضفة نهر الفرات، واستهداف سفن صيد السمك الصغيرة، ونشر أعمدة إنارة إلى ضفة النهر بالقرب من ذيبان والحوايج وغيرها من النقاط، لكن الهجمات التي تنفذها قوات العشائر العربية لم تنحسر، ووفق التقديرات فإن “قسد” خسرت ما يزيد على 50 عنصراً على الأقل منذ بداية العام الحالي.
المنطقة الشرقية