نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطّلعة اليوم، أن سوريا والسعودية اتفقتا على إعادة فتح سفارتي البلدين بعد قطع العلاقات بينهما لأكثر من 10 سنوات.
وأضافت أن “رئيس شعبة المخابرات حسام لوقا زار السعودية ومكث فيها أيام عدة قبل التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح السفارات بين البلدين”.
ويأتي ذلك بعد الحديث منذ أيام عن حصول أول اتصال سياسي في الرياض بين مسؤولين سوريين وسعوديين، إذ تم تحديد الخطوات المستقبلية لإعادة العلاقات بين البلدين.
وفي هذا الإطار، نفت مصادر لصحيفة “الوطن” المحلية ما نشرته صحيفة كويتية عن زيارة سرية قام بها اللواء ماهر الأسد إلى العاصمة السعودية الرياض، مؤكدةً أن “هذا الخبر عارٍ من الصحة ويعكس نمط التسرع والشائعات الذي تعمل وفقه بعض وسائل الإعلام”.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد أكد، أمس الأربعاء، في اتصال هاتفي مع نظيره الكويتي سالم عبد الله الجابر الصباح، أن “هناك اتفاقات بناءة تجري في المنطقة، مرحّباً بالاتفاق بين السعودية وسوريا لتطبيع العلاقات وإعادة فتح القنصليات”، معتبراً أن “زيادة التنسيق بين البلدين في تسهيل الشؤون القنصلية ضرورة لتعزيز التفاعل”، وذلك من دون وجود أي إعلان رسمي من قبل دمشق أو الرياض.
وكشفت مصادر لوكالة “سبوتنيك” الروسية، الأحد الماضي، أن “السعودية تعتزم إعادة فتح قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، قريباً”.
وقالت المصادر، إن “وساطة روسية – إماراتية، أفضت إلى تذليل العقبات أمام البلدين العربيين، وسط ترجيحات بافتتاح القنصلية السعودية في دمشق، بعد عيد الفطر الذي يلي شهر رمضان المبارك”.
وكان الرئيس الأسد، قد أوضح في زيارته الأخيرة إلى موسكو في لقاء مع قناة “روسيا اليوم” أن “سوريا لم تعد ساحة صراع سعودي – إيراني مثلما كان الوضع في بعض المراحل ومن قبل بعض الجهات”، مشيراً إلى أن “السياسة السعودية اتخذت منحى مختلفاً اتجاه سوريا منذ سنوات عدة، ولم تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا كما أنها لم تعد تدعم أياً من الفصائل”.
وكشف الرئيس الأسد، أن “الحديث عن ضرورة قطع العلاقات بين سوريا وإيران لم يُعد يُثار مع سوريا منذ سنوات على الساحة العربية.. أعتقد أن هناك تفهماً لطبيعة هذه العلاقة فهناك نوع من الوفاء بيننا وبين طهران عمره أربعة عقود”.
وتعليقاً على “إعلان المصالحة السعودية – الإيرانية”، قال الرئيس الأسد: “إنها مفاجأة رائعة، وعلى الرغم من أن المفاوضات والاتصالات تمت بين البلدين منذ سنوات عدة، فإن توقيتها كان جيداً”، معتبراً أن “التوافق السعودي – الإيراني سيؤثر إيجاباً في المنطقة عموماً، وسيؤثر في سوريا ولبنان بأشكال مختلفة، لكن من الصعب تحديد نقاطه الآن”.
وفي 8 آذار الجاري، جدد الوزير السعودي التأكيد على أن الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن الحوار مع دمشق بات ضروريّاً، حيث قال: “الحوار ضروري، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وما إلى ذلك، لكن في الوقت الحالي أعتقد أن من السابق لأوانه مناقشة هذا الأمر”.
أثر برس