نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادر عربية في إسطنبول تأكيدها على أن مسألة التقارب مع سوريا على رأس قائمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرة إلى أن التصريحات التركية حول رغبة أنقرة بإعادة العلاقات مع دمشق ليست إجراء تكتيكي وإنما استراتيجي، فرضته التطورات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط والعالم مؤخراً.
وقالت المصادر في تصريحات لـ”الوطن”: “إن أردوغان ليس بوارد الانقلاب على التفاهمات التي توصل إليها في قمة سوتشي الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو بصدد إظهار المزيد من بوادر حسن النية حيال دمشق لتحقيق انفراج في العلاقة المتأزمة معها، منذ بدء الحرب على سورية، بعد تسوية المسائل الخلافية بينهما”.
ورجحت المصادر الاقتصادية أن “الفترة المقبلة ستشهد جملة من الإجراءات لتنفيذ المقاربات التي تدفع بالعلاقة السورية – التركية إلى طريق المصالحة، وبعد عقد جولة من المفاوضات الأمنية بين استخبارات البلدين، أظهرت التسريبات أنها بحاجة إلى تجسير التقارب وبرعاية موسكو لتقريب وجهات النظر وحل نقاط الاختلاف في ما يتعلق بشروط كل طرف للبدء بالحوار السياسي”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه قد تظهر بعض العثرات في الحوار السياسي لكنه لن يتأخر.
وبينت أن من مصلحة أنقرة مستقبلاً وضع معظم بيضها في سلة موسكو على حساب سلة واشنطن، بعد انحياز واشنطن وبشكل مطلق للعدوين اللدودين لنظام أردوغان، وهما اليونان وأكراد سوريا.
كما أكدت المصادر العربية في إسطنبول أن التقارب التركي – الروسي الحاصل راهناً، ليس تكتيكياً في سياسة أردوغان الخارجية، وإنما استراتيجياً وفي إطار التبدلات الإقليمية والدولية التي فرضت نفسها في المنطقة، لافتة إلى أن أنقرة قد تتجه مستقبلاً إلى المشاركة في عمليات إعادة الإعمار في سوريا، وفقاً لما نقلته “الوطن”.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أنه لا شروط لسوريا للتقارب مع تركيا، مؤكداً في الوقت ذاته أنه على أنقرة إبداء حسن نية، لافتاً إلى أن الاحتلال التركي لبعض الأراضي السورية يجب أن ينتهي.
وعند الحديث عن جديّة أنقرة بتقاربها مع دمشق، تتجه الأنظار إلى مصير المعارضة السورية والفصائل السوريين الذين احتضنتهم أنقرة وسلّحتهم ضد الدولة السورية، وفي هذا الصدد سبق أن نشر موقع “ميدل إيست أي” البريطاني مقالاً تحليلياً أكد خلاله أنه “في هذه المرحلة ليس أمام أنقرة خيار سوى المصالحة مع دمشق، وقد يرى قادة المعارضة السورية أنه من المستحيل أن يتخلى أردوغان عنهم، ولكن كما أظهر الرئيس التركي من خلال اتصالاته المتجددة مع قادة الشرق الأوسط الذين توترت علاقته معهم سابقًا، لا يوجد سبب يمنعه من إصلاح العلاقات مع سوريا”، مضيفاً أن “نافذة الوقت تتقلص أمام أردوغان لحل عقدة سوريا قبل الانتخابات المقبلة، أما الدولة السورية فيمكنها الانتظار لأنه بمرور الوقت يصبح أردوغان أكثر احتياجاً إليها وليس العكس”.