يُجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في آب الجاري زيارة إلى تركيا للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتشير التسريبات إلى أن جدول أعمال زيارة بوتين سيكون مزدحماً جداً نظراً إلى المستجدات التي طرأت مؤخراً في الملفات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين، وأبرزها ملف التقارب السوري- التركي وحرب أوكرانيا واتفاقية الحبوب.
ووفق ما نقلته صحيفة “حرييت” المقربة من “حزب العدالة والتنمية” -الحاكم في تركيا- فإن الملف السوري سيكون أحد الملفات المهمة في زيارة بوتين، لافتة إلى أن الزيارة ستركز على ملفات أربعة وهي: اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، التي انسحبت منها روسيا، والعلاقات التجارية بين البلدين، والعلاقات بين تركيا وأذربيجان وأرمينيا، إضافة إلى الملف السوري.
وفيما يتعلق بالملف السوري، لفت الصحيفة إلى أن هناك مسألتين بارزتين تتعلقان بسوريا، الأولى عودة اللاجئين، والثانية التطبيع بين أنقرة ودمشق وإجراء لقاء بين أردوغان والرئيس بشار الأسد، مرجّحة أن يكون هذا اللقاء قريب بعدما تسلم حقّان فيدان، منصب وزير الخارجية التركية.
وعن تفاصيل التقارب السوري- التركي، تشير المصادر إلى ملفين أساسيين، الأول مرتبط بضرورة عودة اللاجئين السوريين لتركيا، والثاني متعلق بمطلب سوريا المتعلق بخروج القوات التركية من سوريا وعودة الأراضي السورية كافة إلى سيطرة الدولة السورية، وفي هذا السياق أكد مصادر الصحيفة المقربة من الحزب التركي الحاكم أن “الأولوية لتركيا تتمثل في ضمان عودة السوريين إلى ديارهم عودة آمنة”، مشيرة إلى أن “قسماً كبيراً من السوريين في تركيا هم من سكان محافظة حلب شمال غربي سوريا، ويجب ضمان عودتهم عودة آمنة إلى مناطقهم الأصلية”، موضحاً أن “رؤية أنقرة في هذا الصدد، تقوم على أنه من الضروري إقامة نقاط أمنية بالتنسيق بين الجيشين التركي والسوري”.
أما فيما يتعلق بالانسحاب التركي من سوريا، أشارت المصادر إلى أن “مطلب دمشق الخاص بانسحاب القوات التركية من مناطق سيطرتها في شمالي وشمال شرقي سوريا (درع الفرات، غصن الزيتون ونبع السلام)، بوصفه شرطاً مسبقاً للتطبيع، يعد خطاً أحمر لتركيا غير قابل للتفاوض”.
وفي 10 أيار الفائت أُجري اجتماع وزراء دفاع سوريا وتركيا وإيران وروسيا في موسكو، وتم فيه إعلان اتفاق يقضي بإقامة مركز تنسيق عسكري في سوريا يضم ممثلين للدول الأربع.
وفي 29 تموز الفائت نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن مصدر في الخارجية الروسية قوله: “إنّ موضوع الاجتماع الجديد لوزراء خارجية روسيا وسوريا وإيران وتركيا قيد الدراسة”، وفي 2 آب الجاري نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر دبلوماسي روسي، تأكيده أن موسكو نشّطت وتيرة الاتصالات في المستوى الرباعي في الأيام الأخيرة لإجراء جولة جديدة من المحادثات، مرجّحاً أن “يتم التوصل في غضون أيام إلى اتفاق بشأن موعد ومكان إجراء الجولة الجديدة من المحادثات بمستوى وزارء خارجية روسيا وسوريا وإيران وتركيا، لبحث خريطة طريق مسار التقارب التركي- السوري”.