تتجه الأنظار إلى الاجتماع التشاوري الذي يعقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إضافةً إلى مصر والأردن والعراق، غداً الجمعة، في جدة، في وقتٍ رجّحت فيه مصادر عربية مطّلعة أن يشهد الاجتماع صدور القرار الحاسم بشأن الموقف من عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وحضورها القمة العربية المقرر عقدها في الرياض الشهر المقبل.
وأفاد مصدر دبلوماسي عربي في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، شرط عدم الإفصاح عن هويته، بأن “قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ما يزال محل إنضاج، وأن هناك أجواء وصفها بالإيجابية تسود المشاورات الجارية حالياً بين عواصم عربية عدة فاعلة.”
ولفت المصدر إلى أن “الزيارات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لعدد من العواصم العربية، ومن قبلها التقارب والحراك الدبلوماسي اللذين شهدتهما الساحة السورية عقب زلزال 6 شباط الماضي، ساهمت في تليين المواقف”، مضيفاً أن “عدد الدول العربية الممانعة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية يبدو أقل من أي وقت مضى”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي عربي “لم تسمه”، أنّ “المملكة العربية السعودية تسعى إلى ضمان عدم اعتراض قطر على سوريا إلى جامعة الدول العربية في حال طُرح الموضوع للتصويت”.
وأضافت الوكالة أن “المملكة تقود جهود إعادة سوريا إلى الجامعة بشكل كامل، ولكن تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي”، لافتةً إلى أن “الغرض من الاجتماع تذليل الخلافات الخليجية حول سوريا قدر الإمكان”.
كما نقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي عربي آخر قوله: إن هناك احتمالاً لحضور الوزير فيصل المقداد، الذي وصل إلى السعودية أمس الأربعاء، والتقى وزير الخارجية فيصل بن فرحان، اجتماع جدة غداً لعرض وجهة النظر السورية”.
وسبق أن كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لصحيفة “الجريدة” الكويتية، إن “الكويت ستكون مع القرار الذي ستتخذه جامعة الدول العربية فيما يتعلّق بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة”.
وأوضحت المصادر، مشترطةً عدم كشف هويتها، إن “وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً في جدة الأسبوع المقبل، لمناقشة قضايا عربية مهمة من أبرزها عودة سوريا إلى استعادة مقعدها بالجامعة”، لافتة إلى أن “هذه العودة تتطلب إجماعاً عربياً كما اتُّخِذ سابقاً قرار تجميد عضويتها”.
وجاء ذلك بعد أن أعلنت قطر بلسان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال إيجاز صحفي في مقرّ الوزارة بالدوحة، أمس الثلاثاء، أنها “تلقت دعوة من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لحضور اجتماع الجمعة المقبل في جدّة بالسعودية لتبادل وجهات النظر حول إمكانية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.”
وأكد الأنصاري مشاركة رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الاجتماع، مشيراً إلى أنّ “هناك تطورات كثيرة فيما يتعلق بالوضع في سوريا وفي وجهات النظر العربية تجاه عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية”، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.
وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها أن “القطريين توسطوا لدى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، للبحث في تنظيم العلاقة مع القيادة السورية من جديد، إلا أن الرئيس الأسد لم يكن متحمساً لهذا الأمر”.
يشار إلى أن الرئيس بشار الأسد أعلن في لقاء مع قناة “روسيا اليوم”، خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، أن “عضوية سوريا مجمدة في الجامعة العربية، ولا بد من إلغاء التجميد في إطار قمة عربية، ثم نشارك”، لافتاً إلى أن “الهدف هو العمل العربي المشترك، وليس القمة نفسها”.
أثر برس