بعد الزيارة الأولى لوزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى دمشق منذ بداية الحرب السورية، بدأت تنتشر التسريبات حول تفاصيل هذه الزيارة واللقاءات التي جرت خلالها على الرغم من أن مدتها لم تتجاوز الساعتين.
وفي هذا الصدد، نقلت قناة “ETC” المصرية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أن زيارة وزير الخارجية المصري إلى دمشق لم تناقش مسألة عودة سوريا الجامعة العربية، وقال: “عودة سوريا إلى الجامعة العربية تخضع إلى اعتباراتٍ عديدة، وهذا الأمر لم يكن محل نقاش خلال اللقاء بين شكري والرئيس بشار الأسد”.
وفي حديث لقناة “صدى البلد” المصرية نفى أبو زيد، مناقشة احتمال زيارة الرئيس بشار الأسد، إلى القاهرة، خلال زيارة شكري، مؤكداً في الوقت نفسه إلى أن “كل شيء وارد في العمل الدبلوماسي”.
وفي هذا السياق، قالت الكاتبة المصرية المختصة بالقضايا الإقليمية هند ضاوي، في لقاء تلفزيوني أجرته مع قناة “روسيا اليوم”: “أعتقد أن اللقاء قريب بين الرئيسين السوري بشار الأسد، والمصري عبد الفتاح السيسي، خاصة أن التطورات والتغيرات في منطقة الشرق الأوسط متسارعة الملفات محل نقاش وتشاور ما بين مصر وسوريا وعلى رأسها القضية الفلسطينية”.
وفيما يتعلق بارتباط الزيارة المصرية بمشاورات بين مصر ودول عربية لا سيما خليجية، أكدت أوساط سياسية مصرية أن هذه الزيارة تمت بعد التشاور مع دول خليجية ومن ضمنها السعودية، مؤكدة أن الرياض تبارك التحرّك العربي إزاء دمشق، وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “رأي اليوم” عن مصادر مطلعة مصرية قولها: “إن زيارة الوزير شكري ستكون مقدمة لزيارات عدد من المسؤولين العرب لسوريا، ومن بينهم وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان الذي قد يصل دمشق بأية لحظة” مؤكدة أن “المملكة العربية السعودية ليست بعيدة عن هذه التحركات بل قد تكون في صلبها وتعمل على تشجيعها” مضيفة “نستبعد أن تقدم القاهرة على خطوة من قبيل زيارة وزير خارجيتها لدمشق ولقائه بالرئيس الأسد دون أن تنسق ذلك مع المملكة السعودية نظراً لتطابق موقف البلدين من الملف السوري”.
كما أشارت المصادر الدبلوماسية المطلعة، إلى وجود “مراجعات جديّة من قبل السلطات المصرية، وعلى أعلى المُستويات لكُل السّياسات والتّحالفات العربيّة والإقليميّة والعالميّة، وستكون نتائجها مُفاجئة، وربّما صادمة لعددٍ من الحُكومات العربيّة والدوليّة”.
وفي هذا السياق أكدت الكاتبة المصرية هند ضاوي، أن “مصر قررت أن تفتح علاقاتها مع روسيا وتقيم علاقات استراتيجية مع الصين، رغم أن ذلك يغضب الولايات المتحدة الأمريكية” مشيرة إلى أن “الاستقلال السياسي في مصر تحقق بفعل أن الصراع الدولي الآن أعطى هامش كبير من الاستقلال للدول الإقليمية الكبيرة مثل مصر وتركيا والسعودية للتحرك في المرحلة الحالية” لافتة إلى أن “المحيط العربي باحتياجاته الاقتصادية والمادية والسياسية بحاجة كبيرة للدولة السورية”.
تؤكد التحليلات الغربية والعربية أن هذا التقارب الذي تبديه بعض الدول العربية من سوريا، حصل بعد 12 عاماً من فرض العزلة على دمشق وومن دون أن تقدّم الأخيرة أي تنازل.