بعد الاجتماع الثلاثي الأخير الذي عُقد بين روسيا وتركيا وإيران، لبحث آخر مستجدات ملف إدلب، أكدت مصادر معارضة لصحيفة “الوطن” عن وجود مؤشرات تؤكد أن أنقرة بدأت برفع يدها عن دعم “جبهة النصرة” لتعذر الوصول إلى صيغة تعطيها الشرعية أمام المجتمع الدولي.
ونقلت “الوطن” عن مصادر مقربة من “حركة أحرار الشام” أحد مكونات “الجبهة الوطنية للتحرير” الموالية لتركيا، تأكيدها على أن أنقرة رفعت يدها عن “النصرة” بعد تعذر تعديل مسارها بما يتطابق مع المعاهدات الدولية الخاصة، بآخر منطقة لخفض التصعيد شمال غرب سورية.
وقالت هذه المصادر لـ”الوطن”: “نتوقع أن ترفض النصرة مجدداً الانسحاب من المنزوعة السلاح التي رسم لها الضامنان الروسي والتركي حدوداً جديدة، تراعي التغيرات الميدانية التي فرضها الجيش السوري، وتبدأ من المناطق الجديدة التي سيطر عليها الجيش ولعمق من ١٥ إلى ٢٠ كيلو متراً أو لعمق ٣٠ إلى ٣٥ كيلو متراً، من الحدود القديمة قبل بدء الجيش عمليته العسكرية في ٨ أيار الفائت”.
ولفتت هذه المصادر إلى وجود تغييرات كبيرة في تعامل تركيا مع “النصرة” والفصائل المرتبطة بها مثل “حراس الدين” و”أنصار التوحيد” وغيرها.
ويتزامن الكشف عن هذه الحقائق مع ما قاله مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، التي شدد خلالها على أن وجود “النصرة” في إدلب سبباً للقصف الذي تتعرض له المحافظة، لافتاً إلى أن “تركيا لا تستطيع أن تحافظ على إدلب بوجودها ذريعة فيها”، مشدداً على “أهمية توجيه عناصر النصرة، وتحذيرهم من أجل فهم اللعبة التي هم فيها، فالجهاد هو أن تحافظ على الأطفال والمنطقة وليس جلب القتل والتدمير إلى إدلب” حسب تعبيره.
وتتزامن هذه الأحاديث، مع انتهاء القمة الأخيرة التي جرت في أنقرة والتي شددت خلالها الدول الضامنة على تنفيذ اتفاق “سوتشي” حيث شددت روسيا على أن تركيا لا تلتزم ببنود هذه الاتفاقيات.
وفي وقت سابق أكدت وسائل إعلام معارضة أن تركيا تعمل على حل “النصرة” و”حكومة الإنقاذ” لتحل محلها فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” الموالية لها.