نقلت قناة “الميادين” عن مصادرها، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية رفضت اتفاق أردني- سوري- روسي لتفكيك مخيم الركبان الواقع في منطقة التنف ضمن خط الـ 55 عند المثلث الحدودي السوري– الأردني– العراقي في جنوب شرقي سوريا.
واعتبرت المصادر أنّ “واشنطن ترى وجود المخيم أحد مبررات وجودها في “قاعدة التنف”، وأداة بيدها للحفاظ على ذريعة اتهام الحكومة السورية بعدم التعاون في ملف عودة اللاجئين”، مستبعدةً أن يكون هناك تفكيكاً قريباً لمخيم الركبان، بسبب الإصرار الأمريكي على الحفاظ على وجوده”.
وأشارت إلى أن “تنفيذ الأمريكيين للتدريبات في منطقة التنف هدفه إرسال رسائل إلى كل من موسكو وعمان ودمشق، بأنّ واشنطن متمسكة بالبقاء فيها، ولا توجّه لديها لتفكيك المخيم أو الانسحاب من قاعدة التنف”.
جاء ذلك بعدما أفادت مصادر خاصة لـ”أثر” في 21 أيّار الجاري، بصدور قرار يقضي بإقالة محمد فريد القاسم قائد فصيل “جيش سوريا الحرّة” الذي يسيطر على منطقة التنف، والذي عيّنته واشنطن في تشرين الأول 2022 بديلاً من مهند الطلّاع.
وأشارت المصادر إلى أن “القاسم أُبلغ بالقرار شفهياً عقب اجتماع لقيادة “التحالف الدولي” عُقد في التنف في منتصف أيّار الجاري”، مُرجحة صدوره بشكل رسمي عقب ترتيبات ستتخذ بهذا الشأن، لافتةً إلى أن المداولات ما تزال جارية لاختيار من يعقبه على رأس الفصيل”.
وبيّنت مصادر “أثر” أن قرار الإقالة جاء على خلفية ملفات اختلاسات ماليّة يقف خلفها “القاسم” إلى جانب شكاوى أهالي مخيم الركبان في التنف من سوء المعاملة التي يلقونها، بالإضافة إلى الخلافات الحاصلة بينه وبين قادة كبار في الفصيل، وأبرزهم: ماهر درويش أبو عمار، نضال عقيل، وأبو بشار الفاعوري، وعقدت سابقاً اجتماعات عدة من قبل التحالف لحلحلة هذه الخلافات دون الوصول لأية نتيجة.
وتنظر واشنطن إلى “التنف” التي أُنشئت عام 2016 بوصفها محطّة استراتيجية تهدف إلى الإشراف على المنطقة التي تصل بين سوريا والعراق، وفي هذا الإطار تشير صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أن “الولايات المتحدة تولي القاعدة المذكورة اهتماماً متزايداً، إذ تحاول بوساطتها تعزيز مراقبتها للحدود، وقطْع سبل التواصل بين سوريا وحلفائها، بالإضافة إلى أن القوات التي تديرها فيها هي قوّات عربية بخلاف بقية القواعد التي تدير فيها واشنطن تشكيلات كردية “قوات سوريا الديموقراطية – قسد”.
وأكد نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة أوليغ إيغوروف، في وقت سابق، أن “هناك مسلحون ينتمون إلى جماعة مسلحة غير شرعية تسيطر عليها الولايات المتحدة يحتجزون أكثر من 2000 لاجئ في مخيم الركبان ويستخدمونهم كدروع بشرية”، مشيراً إلى أن “اللاجئين في حاجة ماسة إلى الطعام والماء والرعاية الطبية، لكن لا يمكنهم مغادرة المخيم دون “دفع إتاوات” للمسلحين تتجاوز مدخراتهم بكثير”.
يشار إلى أن غالبية خيام مخيم “الركبان” تحولت لمنازل مبنية من الطين والخشب، وينحدر قاطنوه من ريف محافظة دير الزور ومدن البادية (القريتين – الفرقلس – تدمر)، وتشكل هذا المخيم أساساً بعد منع الحكومة الأردنية دخول النازحين لأراضيها في الفترة الممتدة بين عامي 2015-2016.
أثر برس