حملت المصالحة الدبلوماسية بين الرياض وطهران عُقب إعلانها بوساطة بكين ارتياحاً عربياً واسعاً على المستوى الرسمي والشعبي، ولا سيما دول الخليج التي رأت فيه ميثاقاً لضمان أمنها الإقليمي، في حين ازداد التخوّف الإسرائيلي من إمكانية أن يؤدي اتفاق إيران مع السعودية إلى فتح المجال لعلاقات أوسع بين طهران والقاهرة.
وعلّق الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط على الاتفاق قائلاً: “إن الاتفاق بين السعودية وإيران ينهي حالة الاحتدام بين الدولتين، التي استمرت ما يزيد عن سبع سنوات، وأضاف في تغريدات له في حسابه الرسمي عبر “تويتر”، أن “الاتفاق السعودي- الإيراني خطوة مهمة يمكن أن تؤشر لمرحلة جديدة وإيجابية في العلاقات الثنائية بين الدولتين”.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن “الاتفاق يكون مفيداً للإسهام في تحقيق قدر من الاستقرار الإقليمي”، مشيراً إلى أن “جهود العراق وسلطنة عمان والصين في هذا الإطار، مشكورة وتستحق التنويه”.
من جهتها، أعلنت البحرين أنها ترحّب باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، فور الإعلان عن الاتفاق السعودي– الإيراني.
وعبّرت الخارجية البحرينية في بيان عن “تقديرها لدور الصين في استكمال المباحثات بين البلدين واستضافتها بعد جهود دبلوماسية قادتها كل من العراق وسلطنة عمان”، متأملةً أن “يكون هذا الاتفاق خطوة على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية”، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء البحرينية.
وتابع البيان أن البحرين تأمل أيضاً في “إقامة العلاقات الدولية على أسس من التفاهم والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى”.
وطالبت البحرين بضرورة الالتزام بميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والقوانين والأعراف الدولي، مشيدةً بدور السعودية في “دعم الأمن والاستقرار وانتهاج الدبلوماسية في تسوية النزاعات الإقليمية والدولية”، وفقاً للبيان.
وفي السياق نفسه، أكّد أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، اليوم الأحد، أن “اتّفاق السعودية وإيران خطوة هامة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولة”.
جاء ذلك في برقيتي تهنئة بعثهما أمير الكويت لكلٍ من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس الايراني إبراهيم رئيسي، أعرب فيهما عن “تهانيه على البيان الثلاثي المشترك الصادر عن السعودية وإيران”، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية.
وأشاد الصباح بحرص البلدين وسعيهما المشترك الذي “تجسد عبر هذا الاتفاق البناء الذي يعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي والارتقاء بالتعاون بين البلدين بما يصب في مصلحة جميع شعوب ودول المنطقة”.
في المقابل، حذرت تقارير إعلامية وأمنية إسرائيلية من نتائج اتفاق التطبيع بين السعودية وإيران، معتبرة أن الاتفاق سيفتح المجال لعلاقات أوسع بين إيران ودول إقليمية كبرى بينها مصر.
وقال محلل الشؤون الأمنية والاستخبارتية تسفي بارئيل في مقال له في صحيفة “هآرتس” العبرية ، إن “الاتفاق يبدد الحلم الإسرائيلي في إقامة تحالف عربي دولي ضد إيران”.
وأوضح أن “هذه الخطوة الدراماتيكية سترسم خريطة جديدة للعلاقات في الشرق الأوسط وخارجه. مشدداً على أن الاتفاق الجديد بين الرياض وطهران سيوفر شرعية أساسية لإيران بين الدول العربية في المنطقة، والتي تؤدي لاحقاً إلى علاقات دبلوماسية مع دول أخرى مثل مصر”، وفقاً للصحيفة.
وفي بيانٍ مشترك، أول من أمس، اتفقت السعودية وإيران على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة بينهما منذ العام 2016، وعلى إعادة فتح السفارات والممثليات في غضون شهرين.
واستؤنفت العلاقات الثنائية بينهما إثر مفاوضات استضافتها الصين، وسبقتها جهود وساطة متعددة لكل من سلطنة عمان والعراق، في وقت انقطعت العلاقات بين الرياض وطهران عام 2016، عندما هاجم محتجون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، بعدما أعدمت المملكة رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر.
ومنذ منتصف العام 2021، استضافت بغداد سلسلة اجتماعات بين مسؤولين أمنيين سعوديين وإيرانيين لتقريب وجهات النظر، وكذلك فعلت مسقط بين الطرفين، من أجل التوصل لتفاهمات مشتركة بين السعودية وإيران.
أثر برس