خاص|| أثر برس يستمر مسار التقارب بين دمشق وأنقرة بالتقدم، من خلال استمرار التنسيق بين اللجان السورية- التركية المشتركة إلى جانب إعلان بعض هياكل المعارضة عن قبولها بخيار التقارب وترحيبها به، وكان آخرها “الحكومة المؤقتة” التي تستلم إدارة المناطق التي تسيطر عليها تركيا شمالي سوريا، ولكن أمام هذه التطورات وحلحلة بعض الملفات، يبقى الملف الأكثر تعقيداً هو ملف إدلب وسيطرة التنظيمات الجهادية عليها وعلى رأسهم “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة” و”الحزب الإسلامي التركستاني”.
زعيم “الهيئة ” المدعو “أبو محمد الجولاني” أعلن عن رفضه للنهج التركي بالتقرّب من دمشق، الأمر الذي اعتبره بعض المحللين أنه يحمل رسائل متعددة، إلى تركيا وإلى المدنيين المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها “الفصائل الجهادية” في إدلب، فيما أشارت تحليلات أخرى إلى أن هذه الفصائل باتت أمام خيارات محدودة إما القبول بالأمر الواقع أو الاعتماد على تحالفاتها مع بعض القوى الخارجية الذين تربطهم معهم تنسيق ووعود مسبقة.
على رأس هذه الجهات هي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أفادت بعض التقارير الصحفية باحتمال انتقال “الجولاني” إلى المعسكر الذي تديره الولايات المتحدة الأمريكية شرقي سوريا والتنسيق مع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” والانخراط بالعمل معها، مشيرة إلى أن “هذا الأمر يتطلب في البداية تشكيل غرفة عمليات موحّدة تجمع كلّ الفصائل، وهو مَنفذ يراه الجولاني، مقبولاً؛ كونه يضمن استمرار وجوده”، وحول إمكانية تنفيذ هذا الخيار، يشير المحلل السياسي كمال الجفا في حديث لـ”أثر” إلى أن هذا السيناريو يصعب تطبيقه حيث قال: “إن هذا يتناقض مع الضمانات التي أعطتها أمريكا للأكراد، لذلك أعتقد هذا المشروع لا يمكن أن يحصل لأنه يترتب عليه عقبات يصعب على أمريكا تجاوزها” مذكّراً بالمقترح الذي طرحه “الجولاني” سابقاً وهو تشكيل “تحالف سنّي” في الشمال السوري، حيث أكد الجفا أن “الأكراد رفضت حينها المقترح بالمطلق ليحافظوا على هيمنتهم الكاملة”.
فيما أشار الجفا إلى أن عدم إمكانية تنفيذ خيار انتقال “الهيئة” إلى الشرق لا ينفي وجود تنسيق بين أمريكا وهذه الفصائل، مؤكداً أنه سبق أن اجتمع مبعوثون أمنيون أمريكون مع عناصر من “الحزب التركستاني” و”الهيئة” أكدوا لهم أن واشنطن بإمكانها أن تقدم لهم ضمانات بأن يتم توطينهم ضمن “منطقة آمنة” شمالي غربي سوريا، ولفت الجفا خلال حديثه لـ”أثر” إلى أن “هذا الأمر يمكن أن يحصل خاصة أن هذه الفصائل تستلم المناطق الجنوبية من إقليم لواء الإسكندرون، والإمارة التي سبق أن أعلنها أبو محمد التركستاني، لإقامة إمارة التركستان هي ضمن المناطق الملاصقة للحدود التركية”.
يشار إلى أن الحديث عن مصير الفصائل الجهادية شمال غرب سوريا، واحتمال حل هذا الملف بواسطة أمريكا يتزامن مع زيارات تركية- أمريكية متبادلة، تهدف إلى مناقشة الملف السوري وتطوراته، حيث أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” أمس الأحد، بأنه خلال الساعات المقبلة سيصل مسؤول أمريكي إلى أنقرة، وفي 16 و17 كانون الثاني الجاري سيزور وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، واشنطن ليطلع الإدارة الأمريكية على آخر مستجدات التقارب السوري- التركي.
زهراء سرحان