بعد مرور أربعة أيام على العمل بالمقترح الروسي حول “مناطق تخفيف التصعيد” بدأت مرحلة التقييم من قبل المراقبين وتوضيح النقاط الموجودة بين سطور الاتفاقية، ليقدموا ما نتائج تقييماتهم في الصحف العربية،إضافة إلى الصحف العبرية التي لم تخلو أيضاً من التحليلات المتعلقة بالموضوع ذاته، بعدما تضاربت الآراء حول النتائج التي يمكن أن تعود على “إسرائيل” بعد هذا المقترح.
حيث جاء في صحيفة “هآرتس“:
“بعد أقل من شهر على ضربة استهداف صواريخ التوماهوك الأميركية لسوريا، قدمت روسيا الاستعراض السياسي الجديد: مناطق آمنة، وإذا نجح ذلك فمن شأنه التشويش والتسبب في نسيان مسؤوليتها عن الهجوم الكيميائي.
كما يمكن أن يُفهم منه الدفاع إلى حد ما عن منظمات أخرى مثل “تحرير الشام” و”جبهة احتلال الشام” التابعتين للقاعدة، وذلك إضافة إلى المنظمات التي تعتبرها سوريا وحلفاؤها منظمات إرهابية.
لكن اختيار الأماكن تخفيف التصعيد يجب أن لا يكون عن طريق الصدفة، فمنطقة درعا من المفروض أن تعطي الإجابة على تخوفات إسرائيل من نشاط الجيش السوري وحلفاءه في هضبة الجولان”.
وفي السياق ذاته نشرت صحيفة “رأي اليوم” خبراً يتحدث عن التنسيق الأمريكي الإسرائيلي فيما يخص الملف السوري جاء فيه:
“وصل رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دانفورد الاثنين إلى إسرائيل لإجراء محادثات تتعلق بسوريا وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
حيث تأتي هذه الزيارة استكمالاً للتعاون العسكري المعتاد بين الطرفين المتمثل بالتدريبات العسكرية الهادفة إلى تجهيز الجيشين للتصدي لأي هجوم صاروخي محتمل”.
كما نشرت “الجمهورية” عن المحلّل المتخصّص في الشأن الروسي حول الشرق الأوسط وشمال أفريفيا “يوري بارمين” مقالاً عبّر فيه عن رأيه فيما يخص المقترح الروسي في أستانة ورد فيه:
“أنّ مناطق تخفيف التصعيد خطوة للتأكيد أنّ البلاد ستبقى موحّدة، وهذا المقترح يختلف عن مقترح ترامب الذي قدمه سابقاً بشأن المناطق الآمنة، فالروسي يساعد في تخفيف التصعيد في بعض المناطق”.
لكن “الحياة” كان لها وجهة نظر مختلفة تماماً في الرأي الذي طرحته حيث جاء فيه:
“فإن مناطق خفض التصعيد التي طرحتها موسكو في مؤتمر أستانة هي ذاتها المناطق الآمنة التي سبق أن تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.|
الأميركيون قابلوا هذا الخطوة الروسية المواربة بخطوة مواربة أيضاً من طرفهم، لتتمكن أمريكا من تحقيق جدول أعمالها المتمثل بثلاث نقاط وهي القضاء على “داعش” وإعادة إيران لحدودها وإزاحة بشار الأسد عن الحكم”.