خاص || أثر برس كشف الأمريكي إدوارد سنودن العميل السابق والموظف التقني في وكالة الاستخبارات المركزية قبل هروبه بوثائقه، أن تنظيم “داعش” هو صناعة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية و”الإسرائيلية”، وأن زعيم التنظيم “أبو بكر البغدادي” خضع لتدريب عسكري مكثف لمدة عام كامل من قبل جهاز الموساد “الإسرائيلي”، وتلقى دروساً في اللاهوت وفن الخطابة.
بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي تم تشكيل ما يسمّى بـ “دولة العراق الإسلامية” ليتزعمها عام 2010 “أبو بكر البغدادي”، ومع بداية الحرب على سورية، اكتمل تجهيز الخطة الأمريكية لإنشاء تنظيم “داعش” بتمويل خليجي على رأسه السعودية في الأراضي العراقية والسورية، فأُعلن في صيف 2014 عن تشكيل التنظيم ليسيطر بعد فترة قليلة على مدينتي الموصل والرقة، وبذلك تحقق المشروع الأمريكي بقطع الحدود العراقية – السورية، وخرج الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ليقود “التحالف الدولي” بحجة محاربة إرهاب التنظيم الذي أوجدوه هم بالأصل.
لقد نشأ “داعش” على مبادئ تنظيم “القاعدة” الذي شكّل أداةً لحلف شمال الأطلسي، وخاض حروب الوكالة عنها في أفغانستان والبوسنة والهرسك مروراً بالعراق وليبيا ثم في سورية، إلا أن “الخلافة” الجديدة التي بُنيت عليها “داعش”، وبفضل تصميم الجيش السوري وبمساعدة القوات الجوية الروسية تم القضاء عليها بانحسار التنظيم عام 2017 شرق سورية بعد استعادة الجيش السوري سيطرته على مدينتي ديرالزور والبوكمال، وبانتهاء المهمة الموكلة إلى “داعش” بعد هزيمته، باتت “قسد” تحتجز مسلحي التنظيم بمن فيهم الأجانب في خمسة عشر معسكراً، سبعة معسكرات منهم لمسلحي التنظيم، وثمانية لزوجاتهم وأطفالهم.
بدأت الخلافات في دول حلف الناتو بشأن مصير مسلحي التنظيم وعوائلهم الذين يحملون الجنسيات الأوروبية، وعادت قضيتهم إلى الواجهة الدولية ولاسيما بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من شمال سورية، وتصاعدت الخلافات أكثر بعد العدوان التركي والتوغل في الأراضي السورية بذريعة قتال “الوحدات الكردية”، وفرار 785 من أفراد أسر مسلحي “داعش” من مخيم عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي، بالإضافة إلى 9 فرنسيات هربن من مخيم أبو الهول في ريف الحسكة.
كانت فرنسا تطلب من الدولة السورية تسليم المسلحين المحتجزين لديها والذين يحملون الجنسية الفرنسية إلى “قسد”، وبعد فوضى الشمال السوري وجدت الدول الأوروبية بما فيها فرنسا وألمانيا وبريطانيا أن مشكلتهم سواءٌ مع المقاتلين الأكراد أو أردوغان في سيطرتهم على مسلحي التنظيم غير مضمونة، ولا بد أن هناك اتّفاق قد تم مع الولايات المتحدة الأمريكية على نقل مسلحي “داعش” من المعسكرات إلى العراق لتجنيبهم الصراع بين الأتراك و”قسد”، فيما ترغب الدول الأوروبية أن تتسلم النساء والأطفال من عوائل التنظيم، ولكن تحصرها عبر قنوات دبلوماسية.
يقال إن دونالد ترامب أوقف دعم تنظيم “داعش”، كما أنه أعلن هزيمته، ولكن لماذا أمر بانسحاب القوات الأمريكية من الشمال السوري دون الخروج من قاعدة التنف جنوباً، لقد كانت هذه القاعدة دائماً مصدراً لدعم مسلحي التنظيم في البادية السورية نحو تدمر!
يدرك الأوروبيون أن ما يعلنه الأمريكيون حول هزيمة “داعش” مجرد وهم، لأن إيديولوجية التنظيم ما زالت تنتشر حول العالم، وباتت في قلب عواصمهم، فإن أفضل القول في نظرهم أن “داعش” يمر اليوم في مرحلة إعادة التدوير.
علي أصفهاني