أثر برس

مصدر في مطار حلب لـ”أثر”: جاهزون لإطلاق أولى الرحلات بعد سنوات من التوقف القسري

by Athr Press G

خاص || أثر برس لطالما انتظر أبناء حلب إعلان عودة مطار حلب الدولي إلى الخدمة من جديد، سواء ليقينهم التام بأهمية تلك الخطوة وانعكاساتها الإيجابية الكبيرة على الواقع الاقتصادي في عاصمة الشمال، أو لناحية تشكيلها حافزاً كبيراً لتشجيع المغتربين على القدوم إلى الشهباء، وزيارة مدينتهم التي فرقتهم عنها ظروف الحرب، جسداً دون الروح.

فمع دخول الجيش السوري إلى الأحياء الشرقية للمدينة عام 2016، واستعادته السيطرة على كامل تلك الأحياء والمناطق التي لطالما شكلت خطراً كبيراً على المطار لناحية استهدافه بشكل مستمر بالقذائف، بدأ حلم عودة مطار حلب الدولي إلى الحياة يراود أذهان الحلبيين، إلا أن الواقع اصطدم حينها ببقاء بعض الجيوب التابعة للمسلحين على مسافات قريبة نسبياً من المطار، الأمر الذي كان يشكل تهديداً، ولو بنسبة أقل عما كان عليه قبل تحرير شرق حلب.

ورغم التهديد النسبي للمطار آنذاك، إلا أن عجلة إعادة تأهيل المطار وإصلاح ما خُرّب خلال فترة الحرب، بدأت بوتيرة جيدة لتكتمل عمليات إعادة التأهيل بشكل شبه تام مطلع العام الحالي، الذي شهد في شهره الثاني اكتمال عملية استعادة السيطرة على حلب المدينة وتأمينها بشكل كامل من القذائف بعد سيطرة الجيش السوري على ما تبقى من الأجزاء الغربية من مدينة حلب إضافة إلى رقعة واسعة من الريفين الشمالي والغربي.

وبعد يومين من استعادة السيطرة وتأمين المدينة، وصلت بالفعل أول طائرة نقل ركاب بشكل رسمي إلى مطار حلب الدولي، في 19 شباط، وكان على متنها وفد ضم عدداً من وزراء الحكومة السورية وممثلين عن وسائل إعلام محلية وعربية وأجنبية، ما أنعش آمال الحلبيين بشكل أكبر، باقتراب عودة المطار إلى سابق عهده من النشاط الملاحي.

إلا أن عودة المطار آنذاك اقتصرت على رحلات محدودة لاحقاً بين حلب ودمشق، لتتوقف الحركة الملاحية بعدها في ظل ظهور جائحة “كورونا”، الأمر الذي دفع بالمعنيين إلى استغلال الوقت وتعزيز عمليات التجهيز والتحضير لبعض الأمور الفنية الصغيرة المتعلقة بعمل المطار.

وفي مطلع الأسبوع الحالي، وصل وزير النقل السوري زهير خزيم إلى مدينة حلب، فكانت باكورة جولاته تفقد أوضاع مطار حلب الدولي والاطمئنان على جهوزيته من كافة النواحي (الصالات- الفناكر- الموازين- قاعة الشرف- المدارج- مكاتب الطيران…)، ليأتي يوم أمس حاملاً معه إعلان الفريق الحكومي عن إقرار تاريخ 21/12/2020، موعداً لإعادة إقلاع مطار حلب الدولي من جديد بشكل رسمي.

إدارة مطار حلب لأثر برس: جاهزون لإطلاق أولى الرحلات بعد سنوات من التوقف القسري

إدارة مطار حلب لأثر برس: جاهزون لإطلاق أولى الرحلات بعد سنوات من التوقف القسري

وذكر مصدر في إدارة مطار حلب الدولي لـ “أثر برس”، بأن كافة مرافق المطار، تم تجهيزها في الآونة الأخيرة بكل ما يلزم من إجراءات وقائية للوقاية من فيروس “كورونا”، حيث تم نشر أجهزة التعقيم للمسافرين والحقائب ومراقبة الحرارة في كافة صالات المطار وقاعاته ومرافقه الصحية، إضافة إلى فرض إجراءات التباعد المكاني على المسافرين والتأكد من ارتدائهم الكمامات الواقية.

وحسب ما بينته المصادر، فلا يمكن الحديث في الوقت الحالي عن القدرة التشغيلية للمطار في المدى القريب، خاصة أن المطار سيعود للعمل بشكل تدريجي قد لا يتجاوز في البداية ما نسبته 10 إلى 20 بالمئة من الطاقة التشغيلية، قابلة للزيادة لاحقاً، موضحاً بأن هذا الأمر ليس مقتصراً على مطار حلب وإنما على مختلف مطارات العالم، نتيجة الظروف الحالية التي فرضها انتشار وباء “كورونا”.

كما أوضحت المصادر أن العمل يجري في الوقت الحالي على إعداد الأمور المتعلقة بوضع برنامج للرحلات القادمة والمغادرة من المطار، حيث من المتوقع الانتهاء من البرنامج الأولي للرحلات خلال الأيام القليلة القادمة.

مطار حلب

ومن المتوقع أن تنعكس عودة افتتاح مطار حلب الدولي بشكل إيجابي كبير على واقع الصناعة والتجارة في عاصمة الاقتصاد السوري، وخاصة لما تحمله تلك الخطوة من توفير مشقة التنقل والسفر للتجار والصناعيين، إضافة إلى تسهيل حركة شحن البضائع ونقلها واختصار الكثير من الوقت على هذا الصعيد.

كما تحمل خطوة إعادة افتتاح المطار أهمية معنوية كبيرة لأبناء حلب المغتربين، الذين كانوا يضطرون سابقاً إلى السفر نحو مطار دمشق أو مطار بيروت، ومن ثم السفر مجدداً عبر الطرق البرية إلى مدينة حلب، حيث سيصبح بمقدورهم بعد عودة المطار، التوجه مباشرة إلى مدينتهم، ما سيخفف عنهم الكثير من الأعباء والتكاليف الزائدة، وسيشجعهم على زيارة مدينتهم التي فرّقتهم عنها الحرب لسنوات طويلة.

يذكر أن مطار حلب الدولي يعد ثاني أكبر مطار في سورية بعد مطار دمشق الدولي، ويبعد مسافة نحو 10 كيلومترات إلى الجهة الشرقية عن وسط المدينة، وتعرّض خلال فترة الحرب وسيطرة المجموعات المسلحة على أحياء شرق المدينة وريفها، لعشرات الاعتداءات عبر الصواريخ والقذائف التي سببت أضراراً مادية كبيرة.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً