نشرت صحيفة “ذي انترسبت” الأمريكية مقالاً للصحفي “فرانك فيلبس” يتحدث فيه عن تحول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إلى ديكتاتورٍ فاشل في وجه المظاهرات التي تعم المدن الأمريكية.
وجاء في المقال:
شكلت المظاهرات التي أثارها مقتل المواطن الأمريكي جورج فلويد على يد الشرطة، اللحظة التي تسمح فيها لترامب بأن يفي بوعوده الرهيبة، فقد جهز الذين يخشون ترامب أنفسهم لأن تتحول أسوء كوابيسهم إلى واقع.
في المقابل، شعر الذين يدعمونه وحملوا وعوده الديكتاتورية على محمل الجد أن لحظة النشوة التي لطالما انتظروها تقترب.
وبدلاً من تحول ترامب إلى ديكتاتور كامل إلى فاشل فقد حصل شيء أكثر دقة، ولم يتحقق ما توقعه أي من الطرفين، فهذه النتيجة الوسط قد تثبت أنها سامة لترامب وخاصة في انتخابات 2020 القادمة.
وكما يعرف أي ديكتاتوري، فعلى كل رجل قوي أن يحكم إما من خلال الحب أو الخوف، ولم يفعل ترامب أياً منهما، ونجح رده المراوغ والوحشي في جعله يبدو ديكتاتورياً وضعيفاً في الوقت نفسه.
بالنسبة لهؤلاء الذين كانوا يتوقعون رداً ساحقاً لانتفاضة على مستوى البلد، أعطت تصريحات ترامب سبباً للأمل أو الخوف، والمشكلة بالنسبة لترامب هي أنه حتى عندما تزيد حدة تهديداته فإنه يبدو عاجزاً عن تحويلها إلى أفعال.
وهو لم يقدم أي تنازلات للمظاهرات، فسجن المتظاهرون وضربوا وحتى إنهم قتلوا، ولكنه أيضاً لم يكن قادراً على سحقهم تماماً مثل ديكتاتوري حقيقي، فلم يكن هناك أمر للقيام بمذبحة ضد المتظاهرين، ولم يحل المؤسسات الديمقراطية بمرسوم رئاسي باسم الأمن، وبدلاً من ترامب القوي والمخيف، فقد بدا ترامب محاصراً، فحتى المؤسسة العسكرية التي عمل الكثير لمجاملتها تحولت ضده.
وفي الصورة التي أخذها أمام الكنيسة وهو يحمل إنجيلاً لدعوة مؤيديه الإنجيليين لإنقاذه، لم يبد ترامب حاسماً، بل بدا يائساً.
فعند الاختبار الحقيقي كان رد فعل ترامب هو الأسوأ لمصيره السياسي من الجانبين، فقد رد على الانتفاضة بما يكفي من الوحشية ليغضب معارضيه وبما لا يكفي منها لسحق الانتفاضة وإرضاء قاعدته.
ولا يزال الوضع هلامياً ويمكن للأمور أن تتجه نحو الأسوأ، ولكن كما يبدو من سير الأمور ومن وصول المظاهرات إلى بوابات البيت الأبيض، أنهم أخيراً أزاحوا الستارة عن لعب ترامب دور الفاشي.
وما كشفته المظاهرات المستمرة هو أنه ليس ديكتاتوراً ينتظر فرصته بل فنان مخادع، رجل لم يكن أبداً قادراً على القيام بتهديداته المخيفة، ومع أنه تسبب بأضرار جسيمة خلال رئاسته – مثل العائلات التي مزقها من خلال سياسات الهجرة أو الذين قتلوا في حروبه – إلا أنه عندما يختبر يظهر ترامب أنه رجل قوي بدون قوة حقيقية.