بعد أن كثر الحديث خلال اليومين الماضيين عن احتمالية نشوب حرب في المنطقة، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي حصلت والتوعد الإيراني بالرد على الاغتيال الأمريكي لقائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، شهدت واشنطن ونيويورك ومدن أمريكية أخرى اليوم الأحد، مظاهرات حاشدة تنديداً بما جرى.
ووفقاً لوكالة “فرانس برس”، فإن المحتجين الأمريكيين طالبوا بخروج القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، وشددوا على رفضهم لأي حرب مع إيران مؤكدين معارضتهم الشديدة للاعتداء الأمريكي الذي جرى، والذي انتهى باغتيال الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي التابع للجيش العراقي أبو مهدي المهندس.
وأوضحت الوكالة أن المتظاهرين تجمعوا أمام البيت الأبيض وهتفوا مطالبين بـ “انسحاب القوات الأمريكية من العراق فوراً وعبروا عن رفضهم الحرب على إيران والعقوبات المفروضة عليها”.
أيضاً، توجه المتظاهرون الأمريكيون إلى فندق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القريب من مقر الرئاسة منددين بما فعله هو وإدارته قرب مطار بغداد.
ولفتت الوكالة الفرنسية إلى أن أحد المتظاهرين حمل لافتة مكتوب عليها “إن كنت تريد صرف الانتباه عن أمر ما شن حرباً”، وذلك في إشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول افتعال حرب مع إيران من أجل توجيه نظر الأمريكيين إلى قضايا خارجية بعيدة عن قضايا التحقيق معه في الكونغرس والرامية إلى عزله.
وتجمع بعض المتظاهرين أيضاً، في ساحة تايمز سكوير في نيويورك وأمام برج ترامب في شيكاغو ولوس أنجلوس رافعين لافتات تطالب بعدم الدخول في حرب ضد إيران وبإنهاء الوجود الأمريكي في العراق، فيما كُتب على بعض اللافتات “الحرب ليست استراتيجية للفوز بولاية رئاسية جديدة”، مع الإشارة إلى أن الانتخابات الأمريكية من المزمع عقدها في شهر تشرين الثاني من عام 2020 الجاري.
ومن وجهة نظر مراقبين ومحللين فإن الرد الإيراني سيكون استراتيجياً، معتبرين أن المنطقة دخلت مفصلاً جديداً خاصة فيما يتعلق بالتوترات الأمريكية ـ الإيرانية ورفع المواجهة إلى مستويات غير مسبوقة، وسط توقعات بأن يكون هناك مواجهات متجددة.