خاص|| أثر برس للمرة الثانية خلال شهر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نيتها فتح معابر إنسانية في ريف إدلب وحلب بعد التنسيق مع الدولة السورية وعن مباحثات روسية تركية لضمان خروج المدنيين من مناطق سيطرة المجموعات المسلحة.
مصادر مطلعة أكدت لـ”أثر” أن فتح المعابر يأتي بسبب تردي الأوضاع الإنسانية داخل مناطق سيطرة المجموعات المسلحة وقيام فعاليات أهلية ومحلية بالتواصل مع مركز المصالحة الروسي والدولة السورية من أجل الضغط على الاتراك لإقناع المسلحين بالسماح بخروج المدنيين من مناطق سيطرة “جبهة النصرة” في إدلب باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية.
الوضع الإنساني في إدلب:
مصادر محلية أكدت لـ”أثر” أن معظم شاحنات المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية والتي تدخل عن طريق معبر باب الهوى والذي يقع تحت سيطرة ما يعرف باسم المكتب الأمني التابع لـ”هيئة تحرير الشام -جبهة النصرة”، يصادرها مسلحوها بما تحوي من مواد طبية وغذائية وينقلوها إلى بعض مستودعات الهيئة في مدينة إدلب أو حارم أو سرمدا على الحدود السورية التركية حيث تقوم “الهيئة” ببيع هذه المواد داخل أسواق محافظة إدلب أو ترسلها إلى تركيا عبر تجار وسطاء والحصول على مبالغ مالية يتم توزيعها على مسلحي “الهيئة”.
كما تقوم “الهيئة” بفرض ضرائب مضاعفة على أصحاب المحال التجارية والأرضي الزراعية في مناطق سيطرتها وذلك بحجة دفع رواتب مسلحيها وفي حال الامتناع عن الدفع تقوم بمصادرة بضائع المحال التجارية والمحاصيل الزراعية.
أين تتوزع المعابر الإنسانية؟
أكدت المصادر أن الجانب الروسي والحكومة السورية سوف يقومان بتجهيز كامل الاحتياجات على المعابر الإنسانية في بلدة ترنبة بالقرب من مدينة سراقب وميزناز جنوب غرب حلب من خلال توفير كافة المعدات اللوجستية والطبية ومراكز إقامة مؤقتة للمدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المجموعات المسلحة باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية.
هل افتتاح المعابر دليل على قرب عمل عسكري؟
لا يمكن ربط افتتاح المعابر الإنسانية بأي عمل عسكري محتمل على جبهة ريف إدلب وخاصة أن هذه الجبهة تربطها تطورات ميدانية وسياسية مع وجود عدد كبير من النقاط العسكرية التركية غير الشرعية والمنتشرة في جبل الزاوية وسهل الغاب ومحيط مدينة إدلب.
وخلال الأسابيع الماضية شهدت هذه الجبهات تطورات ميدانية استدعت تدخلاً من قبل الطيران الحربي الروسي والذي استهدف آليات وارتال ومواقع تابعة للمسلحين، وأفشل الجيش السوري سلسلة من الهجمات باتجاه مواقعه بريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب شمال غرب حماة.
هذه التطورات دفعت وحدات الجيش السوري إلى رفع كامل جاهزيتها على خطوط التماس مع المجموعات المسلحة تحسباً لأي طارئ قد تشهده هذه الجبهة.
وحول أعداد المدنيين المتوقع خروجهم من المعابر الإنسانية، أفادت المصادر بأنه ومنذ شهر تم افتتاح معبر ترنبة وميزناز وكانت الأعداد المتوقعة للخروج تزيد عن 200 عائلة لكن “هيئة تحرير الشام” قامت بمنعهم من الخروج ونشرت الحواجز العسكرية بالقرب من هذه المعابر وقامت باستهدافها بقذائف الهاون والطلقات الرشاشة، وبالتالي اليوم إذا تمكن تركيا من الضغط على المسلحين للسماح للمدنيين بمغادرة مناطق سيطرتهم باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية قد نشهد خروج حوالي 1000 من المدنيين.
باسل شرتوح – حماة