خاص || أثر برس ما تزال الكثير من مناطق الريف الدمشقي تعاني من مشكلة تأمين المياه وسط ترقّب تنفيذ الوعود المعلن عنها بين الحين والآخر، إذ تجاوزت معاناة البعض السنوات.
حيث اشتكى سكان بعض مناطق المحافظة، ومنها: الكسوة والمقيليبة والصرخة والجبة وعسال الورد والقطيفة ودير علي ودوما وكفر بطنا والبحدلية والحسينية وعقربا والزبداني وغيرها، من شح المياه وحتى انعدامها، الأمر الذي أجبرهم على الاعتماد على مياه الصهاريج التي أنهكت جيوبهم وبات مشهد الصهاريج الجوّالة مشهداً يومياً، يتنافس أصحابها على بيع المياه كما يحلو لهم.
ويشير عدد من السكان في المناطق المذكورة إلى أن معاناتهم من شح المياه مستمرة منذ سنوات، إلا أنها بدأت بالتزايد تدريجياً، لذا لجأ الأهالي للحصول على المياه من الصهاريج، كون لا يتم ضخها للمنازل إلا يوماً واحداً في الأسبوع، ولمدة لا تتجاوز الساعة، وما يزيد الطين بلة أن الضخ يكون خلال فترة تقنين الكهرباء، وبالتالي لا يتمكن الكثير من القاطنين من تعبئة خزانات المياه، مشيرين إلى أن تكلفة تعبئة خزان المنزل سعة خمسة براميل من الصهاريج الجوالة تتراوح بين 50 – 60 ألف ليرة، عدا عن أن تلك المياه غير صالحة للشرب، إنما للاستخدامات المنزلية فقط، وما يفاقم المشكلة أنه إضافة إلى شراء هذه المياه، فالسكان مضطرون لشراء مياه الشرب، ما يزيد من التكلفة والعبء المادي كونها استهلاك يومي.
لا جدوى من استثمارها:
من جهته، وفيما يتعلق بتخديم الآبار في بلدة المقيلبية بريف دمشق، بين عضو المكتب التنفيذي في ريف دمشق المعني بقطاع الموارد المائية المهندس محمود حيدر لـ”أثر” أن جميع الآبار في البلدة جاهزة ومستثمرة والوضع المائي مستقر، أما بالنسبة للآبار غير المستثمرة فهي آبار حي المعلية وحي الدوير، حيث يوجد بئرين غير مستثمرين هما: بئر الساحة (المعلية): سيتم تجهيزه قريباً، وهناك بئر في حي الدوير: محفور بعمق 200م وبغزارة 6-8م إلا أنه بحاجة إلى تجهيزات ميكانيكية وكهربائية كاملة، وإلى خط ضخ بطول 200م لتخديم الحي، وفي حال تم طلب إيصاله إلى حي المعلية فهو بحاجة إلى خط ضخ بطول حوالي 1 كم، وستقوم المؤسسة بالتواصل مع إحدى الجهات المانحة لمساعدتها في تجهيزه ووضعه في الاستثمار، كما يوجد آبار في حي مرانة (البيطرة، الخزان العالي) وهي آبار شبه جافة ولا جدوى من استثمارها.
أما آبار الصرخة والجبة وعسال الورد، فيتم العمل على تأمين مخرج كهربائي لها معفى من التقنين، لتأمين استمرارية الضخ منه، عن طريق منظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، من رأس العين لمشروعي خلف وسالم، ويتم الضخ حالياً باستخدام مجموعات التوليد حسب كمية المحروقات المتوفرة نظراً لساعات التقنين الكهربائي الطويل المطبق على البلدة، فيما يتم تزويد بلدة عسال الورد بالمياه من مشروعي عسال الورد الشرقي والغربي، إذ أن المشروع الشرقي مزوّد بمنظومة للطاقة الشمسية لتشغيل بئرين فيه والذي يعمل لحوالي 7 ساعات.
كما أفاد المهندس حيدر لـ “أثر” بأن مشكلة مياه الشرب في مدينة القطيفة تتم معالجتها، حيث كان هناك شكاوى حول وجود تجاوزات وتقصير في بعض الخدمات المقدمة، لافتاً إلى أن التلون الحاصل نتيجة اختلاط مياه آبار خان العروس الكبريتية بمادة الكلور المعقمة، والتي ينتج عنها جزيئات تشبه العليقات، وقد تمت المعالجة، من خلال غسل الخزان الرئيسي والشبكة، وتم نقل التعقيم إلى خزان المشفى لتجنب ظهور هذه الحالة.
أما بالنسبة لوضع المياه في دير علي التابعة لمنطقة الكسوة، فسيتم وبعد الانتهاء من الموافقات الإدارية، سيتم مد شبكة مياه مباشرة،، فضلاً عن ذلك فإن سبب أزمة المياه التي يعاني منها القاطنون في الكسوة، هو جفاف بنبع الطبيبية الذي كانت تغذى منه المنطقة، موضحاً أنه تم تشغيل الآبار الاحتياطية لتغذية المنطقة بالمياه ويتم ضخها خلال يوم الخميس لفترتين، منوهاً بأن هاتين الفترتين التي يتم فيهما ضخ المياه غير كافيتين، لذا تم بالتعاون مع المعنيين في محافظة القنيطرة، تخصيص صهريج مياه لتوزيعه على القاطنين بسعر رمزي، كحل إسعافي، آملاً أن يتم تزويد الكسوة الغربية من العقدة الثامنة، الأمر الذي سيخفف من معاناة القاطنين، كما توقع أن تعود الغزارة إلى نبع الطبيبية خلال فصل الشتاء وفق المعتاد.
أعطال تمت معالجتها:
سيدي مقداد:
وعرّج على ارتفاع أصوات أهالي سيدي مقداد حول وجود تسرب جانب مركز المياه، منوهاً بأنه تم الانتهاء من أعمال الإصلاح للخط المذكور.
دوما:
وبخصوص عدم وجود ضخ للمياه في مدينة دوما، أوضح المهندس حيدر أن مدينة دوما تتغذى حالياً من 3 آبار في مشروع المكاسر (فيه 3 آبار أخرى لكن خارجة عن الخدمة)، و8 آبار في مشروع الوحدة القديمة والملعب، وجميعها معفاة من التقنين، إضافة لوجود آبار عاملة ضمن المدينة تخضع للتقنين الكهربائي.
وبالنسبة لآبار الكاسر الخارجة عن الخدمة، بين أنه تم التواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإعادة تأهيل هذه الآبار، إلا أن وجود الأنفاق الكثيرة التي يتم اكتشافها تباعاً، والتي خلفت أضراراً كبيرة في شبكة المدينة تتسبب في حصول هدر للمياه، علماً أن المؤسسة العامة للمياه تعمل على معالجة وصيانة هذه الأعطال والكسور فور اكتشافها للحد من الهدر، فيما تم العمل على إيصال خط ضخ جوبر إلى مدينة دوما لدعم كميات التزويد فيها.
كفر بطنا:
أما حول عدم وصول المياه إلى حي الدقاق في كفربطنا، أشار إلى أن بئر الإرشادية في البلدة يزوّد ثلاث مناطق، منها منطقة حي الدقاق، حيث أن البئر المذكور يعمل فقط على التيار الكهربائي، إلا أن ساعات التقنين الكهربائي الطويلة تؤثر بشكل سلبي على كميات الإنتاج والتزويد، لكن يتم العمل على وصل البئر بمجموعة توليد ليتم استثماره وتشغيله لساعات إضافية وفق كميات المازوت الواردة والمخصصة، مضيفاً أنه تم التعاقد مع إحدى الجهات المانحة لتجهيز البئر بمنظومة طاقة شمسية لتحسين الواقع المائي.
البحدلية والحسينية:
وبهدف تحسين واقع مياه الشرب في مناطق المحافظة، يتم العمل بالتعاون مع المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي، ومع المجتمع المحلي لتنفيذ مجموعة من المشاريع الخدمية في هذا المجال، حيث باشرت المؤسسة بتنفيذ خط كهربائي متوسط معفى من التقنين في كلّ من بلدتي البحدلية والحسينية، مع تقديم وتركيب مركز تحويل كهرباء استطاعة 100 ك ف أ لتأمين التغذية الكهربائية للآبار الموجودة في تلك المناطق.
عقربا:
وتحسين نوعية مياه الشرب في بلدة عقربا، باشرت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بتنفيذ محطة تنقية لمياه الشرب بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 23 م3/سا ضمن موقع الخزان العالي في البلدة، مع تنفيذ شبكة لمياه الشرب بطول نحو 2000 م تمتد من المحطة للمناهل المخصصة لتوزيع المياه، حيث يتم العمل على تجهيز 14 منهلاً موزعة على جميع أحياء البلدة، ومن خلالها سيتم توزيع المياه للقاطنين.
الزبداني:
تم العمل في مدينة الزبداني بالتعاون مع المجتمع المحلي على تأمين وتركيب محولة كهربائية استطاعة 50 ك ف أ، ووصلها على خط كهربائي معفى من التقنين لتأمين التغذية الكهربائية لبئر النابوع، بغزارة تصل إلى نحو 18 م3/سا.
تركيب خطوط معفاة من التقنين:
وفي السياق ذاته، أكد المدير العام للمؤسسة العامة للمياه المهندس عصام الطباع لـ”أثر” أنه نتيجة انخفاض مستوى الضخ في نبع الفيجة الذي وصل إلى 5.5 م٣/ثا تم اللجوء إلى برنامج التقنين، وإدخال مصادر جديدة للضخ على الشبكة مثل نبع بردى وغيرها من الآبار، مبيناً أنّ المؤسسة بصدد تنفيذ مشاريع طاقة بديلة في 4 مواقع تقريباً في ريف دمشق لتغذية محطات المياه، إضافة لتركيب بعض الخطوط المعفاة من التقنين على بعض الآبار، لافتاً إلى أنّ هذا المشروع تتم دراسته حالياً مع شركة الكهرباء لبيان تكلفة المشروع في حال وجود إمكانية لتنفيذه، مشيراً إلى أن مدينة دمشق ليست بحاجة إلى خطوط معفاة من التقنين باعتبار أنه تم الطلب من وزارة الكهرباء عبر وزارة الموارد المائية بإعفاء محطتين أساسيتين هما محطة العقدة الثامنة التي تزود الكسوة وصحنايا وضاحية 8 آذار وأشرفية صحنايا، أما المحطة الثانية فهي العقدة السادسة التي تزود جنوب دمشق.
لينا شلهوب – ريف دمشق