في ظل التصعيد التركي العسكري شمالي شرق سوريا وتزايد احتمال شن عمل عسكري تركي في تلك المنطقة واحتلال المزيد من الأراضي التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” أعرب “مجلس سوريا الديمقراطية- مسد” (الجناح السياسي لقسد) عن رغبته بالحوار مع الحكومة السورية والتقرب منها للتخلص من الوجود التركي.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن رئيس “حزب سوريا المستقبل” وعضو الهيئة الرئاسية لـ”مسد” إبراهيم القفطان، قوله: “إن أي اتفاق بين الطرفين سيفضي إلى حل الأزمة السورية وصد الاحتلال التركي، وينهي وجوده على الأراضي السورية”.
وتعقيباً على الدعوات للدخول في حوارات مباشرة مع الدولة السورية، قال القفطان: “إن مكونات شمال شرقي البلاد خاطبت كافة الأطراف السورية، بما فيها حكومة دمشق والمعارضة السورية، أنه لا حل سوى بالحوار السوري – السوري، وعقدنا 3 جولات في هذا الإطار مع دمشق وكانت هناك مساعٍ” معتبراً أن “دمشق لم تبدِ أي حسن نية بالتواصل مع الإدارة الذاتية”.
في حين تؤكد دمشق أنها لن تدعم أي حل انفصالي في سوريا من قبل أي جهة، مطالبة “مسد” بفك ارتباطها عن القوات الأمريكية في البلاد.
واللافت أن تصريحات القفطان تنسجم مع دعوات كُلٍ من جميل بايك الرئيس المشترك لـ”منظومة المجتمع الكردستاني” التركية، وعمر أوسي رئيس “المبادرة الوطنية للأكراد السوريين” حيث قال بايك: “الحل الأصح هو المصالحة بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق، حاولنا استخدام تأثيرنا في هذا الاتجاه، والقوة الرئيسية التي لا تريد حلاً بين دمشق والكرد هي تركيا” وفقاً لما نقلته صحيفة “الوطن”.
وكشف أوسي، في وقت سابق عن مسودة وثيقة وطنية لحل الخلافات الموجودة بين الأطراف الكردية والحكومة السورية بهدف التنسيق المشترك لصد أي عدوان تركي محتمل، وقال: “كطرف كردي توصلنا مع أكراد وعرب ومن الإخوة المسيحيين وآشوريين ورؤساء عشائر إلى مسودة وثيقة وطنية، لحل الخلافات الموجودة بين الأطراف الكردية والحكومة السورية والتنسيق المشترك لصد أي عدوان تركي”.
ودعت الوثيقة إلى إقرار النظام اللامركزي في حكم البلاد، وهو ما أشار إليه الرئيس بشار الأسد، في اجتماعه الأخير أمام الحكومة أواسط آب الماضي، فيما اعتبر القفطان أن اللامركزية التي يجري الحديث عنها “ضيقة الصلاحيات”.
يشار إلى أن الدعوات الكردية للحوار مع الدولة السورية تتزامن مع مؤشرات تُنذر بشن عدوان تركي جديد على المناطق التي يسيطرون عليها، وبعد عدة دعوات وجهوها إلى الإدارة الأمريكية للعب دور فاعل مع تركيا ومنع هذا العدوان، ومن المتوقع أن ينطلق العدوان التركي بعد اللقاء الذي سيعقد بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي جو بايدن، على هامش المؤتمر الـ26 للأمم المتحدة للتغير المناخي، الذي يعقد في مدينة غلاسكو الإسكتلندية في 31 تشرين الأول الحالي، ولغاية 12 تشرين الثاني المقبل.