خاص|| أثر برس فرضت فصائل أنقرة المسيطرة على منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، إتاوات باهظة جديدة على أصحاب الأراضي المزروعة بالزيتون، لقاء السماح لهم بجني المحاصيل والبدء بعمليات تسويق ما تنتجه أراضيهم.
فما إن دخل وقت قطاف الموسم الحالي لثمار الزيتون حتى سارعت فصائل أنقرة على اختلاف مسمياتها، كلٌ ضمن المنطقة التي يتركز فيها نفوذه، إلى إبلاغ مالكي الأراضي الزراعية والعاملين فيها بالوكالة، بوضع ضريبة جديدة اختلفت بين منطقة وأخرى بحسب رأي كل فصيل، لقاء السماح لهم بجني المحاصيل وتسويقها ونقلها إلى المعاصر المخصصة لإنتاج الزيت.
وقالت مصادر “أثر” من ناحية “شرّان” شمال شرقي عفرين، إن فصيل “جيش النخبة” المسيطر على الناحية، أقر فرض إتاوة جديدة تحت مسمى الضريبة، وأجبر أصحاب الأراضي على توقيع تعهدات بتسليم عبوتين من زيت الزيتون الذي ستنتجه أراضيهم، مقابل السماح بقطاف ونقل الثمار إلى المعاصر للحصول على زيتها.
ضريبة “جيش النخبة” ماثلت الضريبة التي فرضها فصيلا “فيلق الشام” و”الحمزة” ضمن مناطق نفوذهما، لكن الفصيلين اتفقا على بندٍ إضافي للضريبة استثنى أصحاب الأراضي ذات المساحات الواسعة التي تضم عدداً كبيراً من أشجار الزيتون، من ضريبة عبوتي الزيت، واستبدالها بنسبة تبلغ /15%/ من صافي إنتاج زيت الزيتون الذي تنتجه الأرض، لما سيحققه ذلك من مكاسب أكبر للفصيل.
من جانبها أفادت مصادر محلية من ناحية “شيخ الحديد” مركز نفوذ فصيل “العمشات”، لـ “أثر” بأن متزعم الفصيل “محمد الجاسم” (أبو عمشة) كان له رأي آخر تماماً في اختيار الضريبة التي فرضها على أصحاب أراضي الزيتون، فـ “أبو عمشة” المعروف بسطوته ونفوذه الأقوى ضمن منطقة عفرين، فضل عدم التريث والانتظار لحين انتهاء عمليات عصر الزيتون كي يحصل على الإتاوة، فقرر فرض مبلغ وقدره /5/ دولارات أمريكية على كل شجرة زيتون موجودة ضمن الأراضي الخاضعة لسلطته ونفوذه، بمجرد السماح لأصحابها بالبدء في عملية القطاف!.
وأشارت المصادر لـ “أثر”، إلى أن الضرائب الباهظة الجديدة التي فرضتها فصائل أنقرة في الموسم الحالي، من شأنها أن ترفع أسعار عبوة زيت الزيتون “التنكة” أضعافاً في المدة القادمة، سواء ضمن مناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل أم حتى في مناطق الدولة السورية التي ما يزال بعض مزارعي عفرين يتمكنون من إرسال إنتاجهم إلى أهلهم وأقاربهم وأصحاب الأراضي الأصليين القاطنين فيها بين الحين والآخر.
وتعد منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي من أهم المناطق السورية على صعيد إنتاج الزيتون، نظراً لأعداد الأشجار الكبيرة التي تحويها والتي يقدر عددها ببضعة ملايين، إذ يمثل موسم قطاف وجني الزيتون المدة الرئيسية التي يعتمد عليها أهالي المنطقة عموماً لتأمين المال الذي لطالما كان يكفيهم ويزيد لقضاء احتياجاتهم ومستلزماتهم المعيشية على مدار العقود الماضية.
زاهر طحان – حلب