خاص|| أثر برس مع بدء درجات الحرارة بالارتفاع، يلجأ الناس إلى تنظيف “مدافئ المازوت ـ الصوبيات” بعد استعمالها طوال الشتاء استعداداً لفصل الصيف، لكن وبعد ارتفاع تكلفة تنظيفها لجأت ربات المنازل إلى تنظيفها إما على البلكون أو في الحمام فأجرة تنظيفها اليوم تتجاوز الـ 60 ألفاً.
وفي هذا السياق، قالت غالية (ربة منزل) لـ”أثر”: “في كل عام أقوم بفك الصوبيا وإرسالها إلى ورشة لتنظيفها؛ ففي العام الماضي كانت أجرة تنظيفها 25 ألف بدون البواري و35 ألف مع البواري، أما اليوم ولدى سؤالي عن كلفة تنظيفها كان الجواب صادماً حيث أن كلفة تنظيفها تتجاوز الـ 75 ألف من دون بواري أما مع بواري تكلف 100 ألف”.
بدوره، أبو بشار يملك ورشة لتنظيف وإصلاح المدافئ التي تعمل بالمازوت في دمشق، يقول لـ”أثر”: “كل السلع والخدمات ارتفع سعرها؛ لذلك ارتفعت أسعارنا”؛ مضيفاً: “الصوبيات أنواع منها الصغيرة والكبيرة؛ وتكلفة الصغيرة أخف وطأة من الكبيرة فأجرتها 50 ألف أما الكبيرة فتتجاوز أجرة تنظيفها 75 ألف هذا بدون أن تكون هناك أعطال أو أنها تحتاج للصيانة”.
وتابع أبو بشار: “في البداية نقوم بإزالة الشحار بضاغطة حرارية ثم ننظفها ونفتح الثقوب عن طريق خلطة يقوم صاحب الورشة بتصنيعها وبعدها تبخ من الخارج بنفس اللون الأساسي لتعود كالجديدة، وكل هذا يحتاج لوقت وجهد، وهناك أجرة العمال حيث أن كل مدفأة يلزمها عاملين لتنظيفها؛ وهؤلاء العمال يتقاضى كل واحد فيهم 300 ألف كل أسبوع حسب نشاطه وهمته بالعمل”.
أبو صطيف هو الآخر يملك ورشة لتنظيف المدافئ في منطقة دمر البلد، يقول لـ”أثر”: “آلية العمل صعبة جداً وخاصة على من ينظفها أول مرة لأنه لا يعرف، أما نحن فهذا عملنا في البداية نشفط الرماد والشحار من داخلها لنتمكن من الوصول إلى الأماكن المغلقة وفتحها؛ وتالياً ليتمكن صاحبها من إشعالها”.
ولدى أبو صطيف في الورشة شابان يساعدانه في العمل ولديهما خبرة في تنظيف المدافئ فكلاهما يعمل بالمصلحة منذ نحو عشر سنوات ويمر عليهم كل يوم ما يقارب 10 مدافئ، بحسب توضيحه.
ويتابع أبو صطيف: “هناك أنواعاً من المدافئ تختلف في طبيعة تنظيفها من نوع لآخر فمنها لا يحتاج إلى المياه لتنظيفها بل تعتمد معدات شفط الأوساخ؛ ومدافئ أخرى طريقة تنظيفها بالحرق وأخرى باستخدام الخل الطبيعي المركّز وخلطه مع كربونات الصوديوم للحصول على مادة مناسبة لعملية التنظيف”، مضيفاً: “نضع مادة لمنع التكلس يتم دمجها بالمياه الدافئة وخلطها وفرك الجوانب الداخلية والخارجية حيث تعد من المواد القوية التي تعمل على إزالة الرماد والأوساخ وتعطي نتائج رائعة لنظافة المدافئ”.
وذكر أبو صطيف أن الإقبال بات خجولاً جداً على تنظيف “الصوبيات” بسبب ارتفاع التكلفة إذ أصبحت الناس تنظفها بنفسها من باب التوفير، متابعاً: “المدة التي نستغرقها لتنظيف كل مدفأة هي من ساعتين إلى ثلاث ساعات لأننا نفك الفرن الداخلي وننظفه إضافة إلى تنظيف ملحقات المدفأة وتوابعها كالبواري وغيرها”.
وأشار إلى أنه في العام الماضي كانت الورشات تتقاضى أجرة تنظيف المدفأة 25 ألفاً أما هذا العام تم رفع السعر ليصل إلى 50-75 ألفاً نظراً لغلاء المواد الداخلة في التنظيف، بحسب تعبيره.
وختم صاحب الورشة كلامه قائلاً: “هناك بعض من الناس الذين ينظفون مدافئهم عندنا بصراحة لا يسألون عن السعر إنما المهم لديهم الحصول على المدفأة نظيفة وجميعهم يفضل تنظيف المدفأة خارج المنزل لأن المواد التي يشترونها هي نفس التكلفة فيما لو قاموا بتنظيفها بأنفسهم”.
وكان بعض الحرفيين الذين يعملون في هذه المهنة طالبوا عبر “أثر” بأن تكون لهم نقابة تحدد السعر، فتحديدهم السعر يكون من خلال تقديرهم للمواد الداخلة في التنظيف مع تحديد هامش ربح فكلما ارتفعت أسعار المواد التي يشتروها يضطرون لرفع أجرة اليد العاملة.
دينا عبد