أخذ نبأ وفاة الفنان السوري ذو الأصول الحلبية “صباح الدين أبو قوس” والملقّب بـ”صباح فخري” صدىً واسعاً في الأوساط الفنية والإعلامية، ولاقى النبأ أيضاً اهتماماً لافتاً من وسائل الإعلام الأجنبية، ناشرين تقارير تتحدث عن مسيرته الفنية ودوره الريادي في الموسيقى العربية وقدرته على نشرها في مختلف دول العالم.
حيث نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً عن فخري تناولت خلاله مسيرته الفنية وسيرته الذاتية، جاء فيه:
“هو شخصية سورية قيادية ساعدت في الحفاظ على الموسيقى العربية الكلاسيكية بحفلات موسيقية بطول الماراثون في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك عرض واحد لمدة 10 ساعات دون انقطاع في كاراكاس، فنزويلا في عام 1968 والذي أكسبه دخولاً في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.. بالنسبة إلى المعجبين الذين سمعوه على الهواء مباشرة، سوف يتذكرون السيد فخري لمغناطيسيته التي لا تنضب: الوقوف أمام الميكروفون، والحاجب منسوج، والذراعين ممدودتين على جانبيه بزاوية تقارب 180 درجة، وإثارة الألحان الطويلة حتى من أقصر المقاطع”.
وجاء في “لا تايمز“ الفرنسية:
“طوال مسيرته المهنية، حافظ فخري على الأشكال التقليدية للغناء والموسيقى العربية ونشرها، بما في ذلك قدود حلبية، موطنه مسقط رأسه حلب، وحفظ القرآن الكريم في صغره وبدأ التلاوة في المساجد، وهو مسار مشترك لعدد من الموسيقيين والمغنين في الوطن العربي، وبسبب صوته القوي، عمل فخري لفترة وجيزة كمؤذّن -الشخص الذي يدعو المؤمنين للصلاة -في مسجد في حلب”
وكذلك نشرت صحيفة “ذا ناشيونال“:
“بفضل موهبته الفذّة وفهمه للموسيقى العربية الكلاسيكية، سرعان ما صنع فخري لنفسه اسماً في المشهد الموسيقي السوري، وكان من أولى عروضه العامة في القصر الرئاسي بدمشق عام 1948 حيث قدم عرضاً أمام الرئيس السوري آنذاك شكري القوتلي ورئيس الوزراء جميل مردم بك، وطوال مسيرته المهنية كان فخري رائداً في تنشيط أشكال وتقنيات الموسيقى العربية التقليدية، مثل قدود حلبية (مقاييس موسيقية من حلب) والنوع الموسيقي الموشّح، وغالباً ما وجد كلماته في أعمال شعراء القرن العاشر أبو فراس الحمداني والمتنبي، وكان فخري مخلصاً بشدة لسوريا وحدد تراث البلاد على أنه جذور أسلوبه الموسيقي وبراعته، ضمت نسبه الموسيقية العديد من الموسيقيين السوريين الكبار، منهم الشيخ علي الدرويش، والشيخ عمر البطش، ومجدي العقيلي، وعزيز غنام”.
منذ إعلان نبأ وفاة فخري، عمل الجمهور السوري والعربي بكل عام على التذكير بأبرز محطاته الفنية وقدراته الغنائية، واهتمت وسائل الإعلام العربية من محطات تلفزيونية وإذاعات ببث أغانيه، وتم تشييع فخري إلى مثواه الأخير بحضور رسمي وشعبي كبير، حيث انطلق موكب التشييع من مشفى الشامي مروراً بساحة الأمويين التي أغلقت بالكامل لحظة مرور الموكب، وصولاً إلى جسر الثورة ومن ثم أوتوستراد العدوي، وسط تدابير سير استثنائية.