خاص|| أثر برس تنشط في هذه الفترة من العام الدراسي معاهد التعليم والمتابعة والدروس الخصوصية مع اقتراب موسم الامتحانات، وفي رصد أجرته مراسلة “أثر” في دمشق وريفها، لوحظ نشاط وكثافة الدروس الخصوصية، وما يسمى بـ”مكثفات المواد” وغيرها.
حيث وصل متوسط أجرة ساعة الدروس الخصوصية، لمواد البكالوريا (العلمي والأدبي) حتى 50 ألف ليرة وأكثر، ويصل إلى 80 ألف ليرة فأكثر (في جرمانا)، بحسب اسم المعهد وموقعه، أو للمدرّس وخبرته، فيما وصل سعر مكثفة مادة الرياضيات للبكالوريا في أحد معاهد دمشق إلى يقارب الـ 900 ألف ليرة.
ويؤكد عدد من طلاب الصف التاسع في إحدى مدارس باب توما، أنهم يلجؤون إلى الدروس الخصوصية أو الدورات المكثفة، بسبب قلة قدرتهم على الاستيعاب في الصفوف الدراسية التي تضم أكثر من 65 طالباً في الصف الواحد، ما يؤثر على عدم تقديم شرح كافٍ من المدرسين نتيجة الكثافة الطلابية، علاوة على ذلك فالكثير من المدرسين تم التعاقد معهم نتيجة عدم وجود مدرسين اختصاصيين، وهذا حرمهم من جودة التعليم.
الدروس الخصوصية معاناة للأهالي:
تعبر السيدة أميمة، من منطقة التضامن لـ “أثر” عن مدى معاناتها في تأمين التكلفة المادية لدراسة ابنها -طالب الشهادة الثانوية الفرع العلمي- في معهد تعليمي خاص بمنطقة في سكن عشوائي بدمشق، بعد تركه المدرسة العامة، حيث اضطرت لسحب قرض الخمسة ملايين ليرة كقسط لهذا المعهد، ولم يكن كافياً بالشكل النهائي، فهناك أيضاً متطلبات أجور الدورة المكثفة التي يقيمها المعهد، وهي خارج القسط المعلن عنه، وبأجور إضافية تصل لأكثر من مليوني ليرة
ضرورة ذو حدين:
تؤكد ثناء، مدرّسة دروس خاصة لمواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء، لـ “أثر” أن الدروس الخصوصية باتت ضرورة ذو حدين، وهي مستنفدة لميزانية الأسرة خاصة لطلبة الشهادات، حيث يتم اللجوء إليها لضعف دور كثير من المدارس وبالتالي تحسين وضع المعلم المعيشي من خلالها، والجميع حالياً يشجع هذه الظاهرة وهناك من يلجأ إليها حتى ولو كان أبناؤه في أرقى المدارس الخاصة، إذ تتباين أجور الساعات والجلسات الخاصة تبعاً للمناطق السكانية، والشرائح المجتمعية وتصنيفها، وكذلك قدرة وكفاءة المدرّس الخاص وسمعته التعليمية وحضوره في تحقيق النتائج الايجابية العليا لطلابه وهناك مدرسين بات لهم اسمهم، إذ تصل التعرفة أحياناً لـ 200 ألف ليرة للجلسة في مناطق متنوعة مثل أبو رمانة وغيرها، في حين تتراوح أجرة الدروس بين 75 وأكثر من 100 ألف لحصص معينة في تلك المناطق، وفي مناطق الميدان وتنظيم كفرسوسة والمزة، وفي حال كان الطالب ضعيف يتضاعف عدد الجلسات، وبالتالي تتضاعف المبالغ المدفوعة.
أما في العشوائيات تبدو أجور الساعات مفتوحة وغير مضبوطة، وخبرة المدرّس تلعب دوراً مهماً، وليس بالضرورة التقيد بالمنهج، وهناك معلم ينجح بالخاص ويفشل بالعام .
مكثفة الرياضيات بـ 350 ألف!
لا ينكر مدير إحدى المدارس في ريف دمشق خلال لقاء “أثر” معه بأن هناك خللاً بات واضحاً في آلية التعليم بالمدارس العامة، في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها سوريا ما انعكس على سوية التعليم، شارحاً أن مكثفة الرياضيات التي هي عبارة عن اختصار للكتاب المدرسي ويصل سعرها إلى 350 ألف ليرة، فيما يصل سعر درس العلوم مثلاً لـ 40 ألف ليرة، و 60 ألف ليرة، فضلاً عن مواد الفيزياء والكيمياء.
بالقانون.. لا ترخيص لها:
أكدت مصادر في وزارة التربية لـ “أثر” أن المناهج المدرسية لها حقوق ملكية فكرية، وأي شكوى حول وجود “نوط” تباع في المكتبات ممكن أن يلاحق صاحبها قانونياً، مشيرة إلى أن الدورات المكثفة تجارية، ولا يوجد بالقانون ترخيص لها، حيث تغرم الضابطة العدلية من يقوم بها، فيما لفتت مصادر أخرى إلى أن الواقع فرض نفسه، وباتت الدروس الخصوصية والمعاهد ظاهرة واقعية، كما أنها أصبحت موسماً للتجارة لدى المدرسين، إذ تصل أجورهم الشهرية إلى الملايين.
وفي سؤال لمصدر في الوزارة إن كان سيتم قوننة هذا النوع من التعليم والاعتراف به كواقع لا مفر منه، حاول التهرب من الإجابة كاشفاً أن الأيام القادمة كفيلة بأن تحدد ذلك.
وأكد المصدر أن الكثير من المدارس مخالفة للتعليمات الإدارية، إذ إنها تطلب من المدارس الخاصة وعبر قرار لها، وضع الأجور في لوحة الإعلان بشكل واضح وإعلام الأهالي قبل التسجيل بالقسط الكامل ومنحهم إيصالات نظامية بالمبالغ المدفوعة، وفي حال تجاوزت إدارة المدرسة القسط المحدّد من وزارة التربية تُتخذ بحقها العقوبات المنصوص عليها بالمرسوم التشريعي رقم /55/ والتعليمات التنفيذية المعدلة عام 2006.
لينا شلهوب – دمشق وريفها