خاص|| أثر برس سجل سعر تنكة زيت الزيتون ارتفاعاً غير مسبوق وغير، في ظل غض الجهات التموينية الطرف عن هذا الجنون في الأسعار، مستندة إلى فتح باب تصدير زيت الزيتون الذي يجعل الإنتاج لا يقتصر على السوق المحلية وإنما على السوق الخارجية التي تستقطب زيت الزيتون السوري لجودته ذائعة الصيت.
وأمام السوق الخارجية “الدفّيعة”، يتراجع الاستهلاك المحلي إلى الوراء خطوات عدّة، مدفوعاً بقدرة شرائية هزيلة بالكاد تقوى على التصدي لتكلفة شراء كيلو زيت زيتون يسد احتياجات العائلة تحت حسبة التقنين والتوفير.
مليون و200 ألف ليرة، وأكثر في بعض المناطق، هذا آخر ما سجله سعر تنكة زيت الزيتون سعة 16 كيلو غرام، ولا يزال هذا السعر مرشحاً للازدياد مع شح مصادر الزيت لقيام معظم المنتجين ببيع ما لديهم من مونة ومدّخرات، حيث قال عدد من أهالي الدريكيش في ريف طرطوس لـ”أثر”: “هناك أشخاص جاؤوا إلى قرانا ليسألوا عمن لديه زيت زيتون للبيع، وأنه لن يكون هناك خلاف على السعر”، مشيرين إلى أنهم اشتروا من عدد من المزارعين بيدون الزيت بمليون ليرة.
وأضافوا: “المزارع الذي لديه بيدون زيت في منزله، ولا يوجد معه المال لتدبّر حاجات منزله، يجد نفسه مضطراً لبيع الزيت بهذا السعر وبأقل منه أيضاً، فالمهم بالنسبة له أن يطعم أولاده، ولا يعنيه أن يرتفع سعر الزيت أم ينخفض”.
فيما أكد أهالٍ أن تجار الزيت اشتروا منذ بداية موسم الزيتون، تنكة الزيت بسعر 150 ألف ل.س وقاموا بتصديره إلى العراق بسعر 500 ألف ل.س، من ثم ارتفعت الأسعار تدريجياً حتى وصل السعر اليوم لما بين مليون و200 ألف إلى مليون و300 ألف ل.س، مؤكدين أن التجار لا يزالون يتنقلون بين القرى لشراء الزيت واحتكاره لبيعه بأسعار مرتفعة.
وأكد أحد الأهالي لـ”أثر” أنه باع “تنكتين” من الزيت لأنه ليس لديه المال لمواجهة غلاء المعيشة وجنون الأسعار الذي طال جميع المواد الغذائية وغير الغذائية، مضيفاً: “كل شيء ارتفع سعره، وزيت الزيتون أحد المواد الأساسية التي ارتفع سعرها “بالمعية”، وعلى الأقل في هذه الحال يستفاد المزارع الفقير قليلاً من زيادة الأسعار وليس التجار كما العادة الذين هم فقط من يأكلون البيضة والتقشيرة”.
من جهته، أكد رئيس اتحاد فلاحيّ طرطوس فؤاد علوش لـ”أثر” أن أسعار زيت الزيتون ستواصل ارتفاعها طالما باب التصدير مفتوح إلى السوق الخارجية، مشيراً إلى أن بعض التجار يقومون بشراء الزيت من المزارعين الذين لا يزالون يحتفظون ببعض الزيت في منازلهم، ويدفعون مبالغ مغرية حيث هناك مزارعون باعوا تنكة الزيت بمليون و200 ألف ل.س.
وأضاف علوش: طالما باب التصدير مفتوح سترتفع الأسعار، ولو كان الأمر مقتصراً على الاستهلاك المحلي كان سيصل سعر التنكة إلى 500 ألف، نظراً لارتفاع سعر الزيت قياساً بغلاء الزيت النباتي وبقية المواد الغذائية التي ارتفع سعرها.
وأشار علوش إلى أن موسم الزيتون للموسم القادم معاوم، ما يعني أن الإنتاج سيكون قليلاً بالمقارنة مع الأعوام التي لا يكون فيه الموسم معاوماً.
صفاء علي – طرطوس