خاص || أثر برس أكد أهالي مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، أن أوضاعهم بشكل عام اختلفت تماماً بعد دخول الجيش السوري إلى المنطقة خلال الأيام الماضية، وخاصة من ناحية شعورهم بالأمان بعد الضغط الكبير والمعاناة النفسية التي كانت تسببها التهديدات التركية باجتياح المنطقة.
الجيش السوري كان قد وصل إلى منبج المدينة يوم أمس الأول الإثنين، وانتشر ضمن مناطقها وعلى الأطراف، بالتزامن مع استكمال عمليات الحشد العسكري في ريف المنطقة الغربي، الأمر الذي لاقى ارتياحاً كبيراً من قبل الأهالي.
وبيّن أحد الأهالي خلال حديثه لـ “أثر برس”، أن أهالي المدينة عانوا كثيراً في الماضي وخاصة خلال الأسابيع الفائتة عشية التهديدات التركية المستمرة وعمليات القصف العشوائي التي كانت تستهدف أطراف منبج الشمالية، موضحاً أن أهالي المدينة وصلوا إلى مرحلة لم يكونوا خلالها يستطيعون حتى النوم في الليل لترقبهم ما إذا كان التركي سيدخل أم لا.
وقال “أبو محمد”: “حالة ترقبنا ونحن خائفين، انقلبت إلى حالة ترقب لأمل قادم بعد أن أعلن الجيش السوري أنه سيأتي إلى المنطقة ويدافع عنها ضد العدوان التركي، وبعد وصول الجيش أصبحنا ننام مرتاحي البال ومطمئنين من أن شر أردوغان لن يصل إلينا، لقد كنا ننتظر هذه اللحظة طويلاً حتى قبل أن تبدأ التهديدات التركية، لأننا كمدنيين كنا نعلم بأن لا أحد قادر على حمايتنا إلا جيش البلاد الشرعي”.
من جانبه وصف أحد المسنين الذين التقاهم مراسل “أثر برس” في قرية السلطانية المتاخمة لمدينة منبج، الأوضاع قبل دخول الجيش إلى المنطقة بـ “المأساوية” بكل المقاييس، وأضاف: “كنا لا نجرؤ على السير أو الخروج من منازلنا ليلاً وخاصة خلال الشهرين الماضيين، دائماً كنا نشعر بانعدام الأمان وخاصة في ظل التفجيرات والأوضاع الأمنية المتردية التي كانت تفتعلها الخلايا النائمة التابعة للفصائل المسلحة المدعومة تركياً في أنحاء متفرقة من منبج، اليوم الوضع اختلف تماماً، ومجرد رؤية أبناءنا في الجيش السوري موجودون بيننا أصبح يعطينا شعوراً بالأمان والراحة والطمأنينة”.
وتحدث أحد القادة الميدانيين في الجيش السوري لـ “أثر برس” عن استقبال أهالي منبج لعناصر الجيش بالقول: “استقبلنا الأهالي بالأرز والحفاوة والترحيب، ورؤية الفرح في عيون الأطفال والشيوخ أثناء وصولنا زادتنا عزيمة وإصرار على بذل كل جهدنا لحمايتهم وإعادة الأمان إليهم”، وأردف بالتأكيد على أن الجيش السوري ما يزال مستمراً بالانتشار في منبج وبأن وجهته القادمة ستمتد إلى كافة المناطق والمدن شمال البلاد وشرقها وسيستمر الجيش في تقدمه حتى استعادة كافة الأراضي السورية.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش السوري كان قد دخل منطقة منبج بشكل تدريجي خلال الأيام الماضية بعد انسحاب كافة القوات الأمريكية من المنطقة، للدفاع عنها ضد التهديدات والعملية العسكرية التركية التي أُطلق عليها مسمى “نبع السلام”، حيث دخلت القوات السورية بعد اتفاق مع “قسد” تضمن تسليم معظم مناطقهم شرقي نهر الفرات للدولة السورية، فيما من المقرر أن يتجه الجيش السوري أيضاً إلى مدينة عين العرب في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي خلال الفترة القادمة لمواجهة المحاولات التوسعية التركية المستمرة باتجاه المدينة.
زاهر طحان ـ حلب