تصاعدت النبرة التركية بشكل مفاجئ حول منبج السورية، ففي الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بالتقارير التي تشير إلى اندلاع حرب بالجنوب السوري، والاستنفار الروسي والأمريكي الحاصل في تلك المنطقة، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن اتفاق بين أنقرة وواشنطن حول منبج، لكن سرعان ما نفت واشنطن حدوث أي اتفاق بينها وبين أمريكا، فإلى ماذا يشير هذا التناقض في التصريحات الأمريكية والتركية.
حيث أوردت صحيفة “القدس العربي” بهذا الخصوص:
“تتزايد المؤشرات على حصول تقدم لافت في المباحثات التركية-الأمريكية حول مستقبل مدينة منبج السورية، إلا أن المؤشرات على احتمال لجوء الإدارة الأمريكية إلى مساومات تركيا بملفات أخرى ولّدت خشية كبيرة من احتمال تفجر الخلافات من جديد ووصول خريطة الطريق التي جرى رسمها بالخطوط العريضة إلى طريق مسدود.. يتوقع أن تتحول هذه الضغوط إلى ما يشبه «المساومات» حيث من المتوقع أن يربط الوزير الأمريكي بين ملف منبج والتعاون التركي مع روسيا وإيران في سوريا، حيث تعارض واشنطن التقارب التركي مع هذه الدول”.
وتحدثت صحيفة “العرب” القطرية عن التوتر العسكري بين تركيا وأمريكا بسبب احتمال عقد صفقة أسلحة “إس 400” بين أنقرة وواشنطن، فنشرت في صفحاتها:
“استهداف التعاون العسكري والدفاعي بين أنقرة وواشنطن يعني أنّ العلاقات بين البلدين ستصبح في وضعية خطيرة، ولا يبدو أنّ الولايات المتّحدة ستتوقف عن متابعة محاولات الابتزاز التي تقوم بها ضد تركيا.. وتذكر واشنطن أنقرة بضرورة التزامها بالعقوبات التي شرعت الإدارة الأميركية في تنفيذها حالياً ضد إيران، وهو الأمر الذي قال المسؤولون الأتراك إنّهم لن يلتزموا به، ما يعني أنّ العلاقات التركية-الأميركية ستشهد مرحلة جديدة من التصعيد قريباً، بالرغم من الحديث عن التنسيق الجاري، بخصوص الوضع في مدينة منبج السورية”.
وفي موقع “ترك برس” جاء:
“هذا الدعم يأتي بعد أن نفض الداعم الأمريكي والروسي يديه من المليشيات الكردية، ورأينا جميعاً كيف تخلى الأمريكيون عن المليشيات الكردية في عفرين ، فخرجت المليشيات الكردية من المدينة، وحتى أن منبج التي تعد من معاقل المليشيات الكردية تخضع للمساومة اليوم بين الأتراك والأمريكيين”.
يبدو أن هناك ثمة أمور تعرقل الاتفاق التركي-الأمريكي حول منبج، تتعلق بالمصالح الخاصة بكل طرف، فبعدما وصلت القوات الفرنسية إلى منبج تحت عنوان “مساعدة القوات الأمريكية”، وبعدما أنشأت عدة نقاط لها في مناطق تواجد “قسد”، لم تستطيع أمريكا التخلي عن الأخيرة بهذه البساطة، إضافة إلى تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد، على أن القوات الأمريكية ستخرج من سوريا بأي وسيلة كانت و”قوات سوريا الديمقراطية” بات لديها خيارين إما العودة للحكومة السورية أو التعامل معهم عسكرياً، كما أن الثقة بين الجانبين التركي والأمريكي ليست بأحسن أحوالها نتيجة الغضب الأمريكي من تركيا بسبب صفقة أسلحة “إس 400” الروسية.