قبل أيام من جولة جديدة في أستانة بين إيران وتركيا وروسيا وبالتزامن مع الحديث عن تخوف تركي من عملية عسكرية قد يشنها الجيش السوري في إدلب، أعلن وزيرا الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والروسي سيرغي لافروف، عن التوصل لاتفاق جديد بينهما يقضي بإنشاء منطقة خالية من الوجود العسكري في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا.
ويأتي التوصل إلى الاتفاق التركي-الروسي الجديد بعد لقاء جمع بين لافروف وأوغلو في أنطاليا جنوب تركيا يوم أمس الأربعاء، حيث قال لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي: “توصلنا مع الجانب التركي إلى اتفاق بشأن إنشاء منطقة خالية من الوجود العسكري في إدلب”، مُعلناً في الوقت ذاته عن رفض بلاده لمشروع قرار مجلس الأمن حول تمديد آلية العمل بقرار فتح ممر ثان لنقل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، قائلاً: “إذا كنا قلقين في الواقع من المشكلات الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري؛ فينبغي النظر إلى مجمل الأسباب التي أسفرت عن ظهور هذه المشكلات، ابتداءً من العقوبات؛ بما فيها (قانون قيصر) الخانق وغير الإنساني الذي تبنته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والاستيلاء غير المشروع على الأصول السورية في المصارف الغربية بطلب من واشنطن وهو ما لا يمكن وصفه إلا بمجرد النهب، ورفض شركائنا ضمان تقديم المساعدات الإنسانية بوساطة المنظمات الدولية عبر دمشق وعبر خطوط التماس إلى جميع المناطق التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة حتى الآن”.
وأضاف أنه بحث، من هذه الزاوية، مع نظيره التركي مستجدات الوضع في سوريا.
كما تطرق لافروف في محادثاته مع أوغلو إلى مشروع القرار الجديد، الذي قدمته النرويج وآيرلندا، إلى الأمم المتحدة بشأن فتح معبر ثان للمساعدات الإنسانية عبر الحدود، مؤكداً أن “هذه المبادرة تتجاهل بشكل تام ما تحدثت عنه الآن”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، مشدداً على أن المساعدات الإنسانية يجب أن تستمر في الدخول إلى مناطق شمال غربي سوريا، مشيراً إلى مواصلة بلاده العمل مع روسيا لضمان الهدوء في المنطقة، وقال جاويش أوغلو: “سنواصل العمل مع روسيا لاستمرار الهدوء في الميدان من أجل العملية السياسية بسوريا”.
ويأتي هذا الاتفاق بعد أيام من اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، أكدا خلاله على أهمية العمل المشترك للعسكريين الروس والأتراك الهادف إلى منع تصعيد التوتر في إدلب شمال غرب البلاد، ومكافحة التشكيلات الإرهابية المتبقية في هذه المنطقة”، واتفاق خلاله على الاستمرار في الاتصالات الثنائية الشخصية والعمل المشترك على مستويات أخرى.
يشار إلى أن الاتفاق الذي تم الإعلان عنه بين روسيا وتركيا حول إدلب ليس الأول، حيث تم الإعلان سابقاً عن عدة اتفاقات إلا أنها تفشل باستمرار نتيجة عدم التزام فصائل أنقرة بها.