اجتمع قادة مجموعة الدول السبع، التي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة واليابان، اليوم في مدينة هيروشيما اليابانية.
وأصدرت الدول الصناعية السبع بياناً في ختام اجتماعها، شمل مجموعة من القضايا، منها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والمخاوف من أنشطة الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والملف السوري.
وأعربت مجموعة السبع في بيانها الختامي، عن “تأييدها لعملية سياسية شاملة في سوريا تتفق مع قرار 2254 لمجلس الأمن الدولي”، مؤكدةً أنه “يجب على المجتمع الدولي ألا ينظر في التطبيع والمساعدة في إعادة الإعمار إلا بوجود تقدّم حقيقي ودائم نحو الحل السياسي”، وفقاً لما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وأكّد قادة المجموعة على ضرورة “وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومن دون عوائق لجميع السوريين المحتاجين، ولا سيما من خلال مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود التي لا يوجد بديل لها”.
وشدد المجتمعون على “استمرار التزامهم بالهزيمة الدائمة لتنظيم “داعش” بما في ذلك الحلول الدائمة لمعتقلي التنظيم والنازحين المتبقين في شمال شرقي سوريا”، لافتين إلى ضرورة دعم “منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.
وبخصوص روسيا، أكّدت مجموعة السبع أنها “تعارض أي محاولات أحادية الجانب لتغيير وضع الأراضي بالقوة في أي مكان في العالم، وأنها ستواصل دعم أوكرانيا واتخاذ إجراءات بهدف زيادة التكاليف التي تتحملها روسيا”، وفقاً للبيان.
ورداً على ذلك، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، القرارات التي اتخذتها قمة مجموعة السبع، بأنها تهدف إلى الاحتواء المزدوج لروسيا والصين.
وأشار لافروف إلى أن “المسار الغربي بالشكل الذي عرفته السياسة الخارجية الروسية حتى وقتٍ قريب، استنفد نفسه تماماً، ودخلت روسيا مرحلة المواجهة الحادة مع كتلة عدوانية تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”، وفقاً لما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية، إنّ “ما تفعله مجموعة السبع يعرقل السلام الدولي ويقوّض الاستقرار الإقليمي”، مشيرةً إلى أنّ “مجموعة السبع استخدمت القضايا المتعلّقة بالصين لتشويه سمعتها والتدخل في شؤونها الداخلية”، وفقاً لما نقلته وكالة “شينغوا” الصينية.
ويأتي اجتماع قادة الدول السبع، بعد أن شهدت اليابان من 16 إلى 18 نيسان الفائت، اجتماعاً لوزراء خارجية المجموعة لإجراء ترتيبات القمة، بحثوا فيه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والمخاوف من الصين وكوريا الشمالية، والمصالحة الإيرانية- السعودية بما في ذلك التطورات في الشرق الأوسط، والملف السوري.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر دبلوماسية غربية حينها، أنّ “وزراء خارجية مجموعة الدول السبع سيستغلون محادثاتهم في اليابان لتقييم استراتيجيتهم في الشرق الأوسط”، مشيرة إلى أن “التحولات الاستراتيجية تجاوزت القوى الغربية، وهذا ما جعلهم يتدافعون لإنقاذ نفوذهم”.
وسبق أن صرّح مصدر دبلوماسي فرنسي، بأن “هناك عملية جارية لإعادة ترتيب الأوراق”، مضيفاً إنّ “المنطقة تمر باضطراب خطير، سواء فيما يتعلق بالأزمة النووية الإيرانية، أو فيما يتعلق أيضاً بإعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية من خلال الاتفاق بين إيران والسعودية والصين، ويمكننا أن نرى شيئاً ما يحدث في سوريا بعد الزلزال”.
وأوضح الدبلوماسي أنه “يتعين على مجموعة السبع أن تكون قادرة على الحفاظ على مصالحها الأمنية، التي تصب أيضاً في مصلحة الأمن الإقليمي والأمن العالمي أيضاً”.
وذكرت وكالة “رويترز”، أنّ “الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين، فوجئوا حين توسطت الصين في اتفاق بين الخصمين الإقليميين، السعودية وإيران، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من التنافس الذي أذكى الصراعات في أنحاء الشرق الأوسط”.
أثر برس