خاص|| أثر برس كشفت مصادر خاصة من شمالي حلب لـ “أثر” معظم التفاصيل المتعلقة بعملية الاغتيال، التي نفذها “التحالف الدولي”، وذلك بما يتعلق بمعلومات حول الشخصية التي تم اغتيالها، وآلية تنفيذ العملية، وما خلفته من تداعيات وآثار سلبية بين أوساط الفصائل المنتشرة في تلك المنطقة.
وقالت المصادر إنه ومع حلول الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء، دخلت طائرة مسيّرة تابعة لـ “التحالف” أجواء منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، وتوجهت مباشرة نحو الجهة الجنوبية من المنطقة، قبل أن تطلق أحد صواريخها باتجاه دراجة نارية يستقلها شخصان، أثناء مرورها قرب قرية “خالطان” بريف ناحية جنديرس، ما أسفر عن مقتل سائق الدراجة وإصابة الشخص الآخر بجروح خطيرة، لقي مصرعه على إثرها بعد ساعات قليلة.
وتبين بحسب المعلومات الواردة، والتي أكدتها وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بعد وقت قصير، أن الضربة استهدفت المدعو “ماهر العقال”، وأنها جاءت بعد معلومات استخباراتية دقيقة وردت لـ “البنتاغون”، الذي ادّعى في بيانه أن “العقّال” كان يشغل مهمة “زعيم تنظيم داعش في سوريا”.
ولدى التدقيق مع مصادر “أثر”، تبيّن عدم صحة بيان “البنتاغون” لناحية الأهمية وتوصيف مهمة القيادي المقتول، حيث أوضحت المصادر أن “العقال” ليس زعيم “داعش” في سوريا، وإنما قيادي سابق كان ينشط في مدينة الرقة خلال فترة سيطرة التنظيم على المدينة، ويتولى مهمة التخطيط والإشراف على تنفيذ العمليات، باعتباره شقيق من كان يسمى آنذاك بـ “والي الرقة” المعيّن من قبل زعيم “داعش” السابق “أبو بكر البغدادي”.
وأضافت المصادر أنه “بعد سيطرة قسد على الرقة وانسحاب داعش منها عام /2017/، لاذ (العقّال) بالفرار وتوجه مباشرة إلى ريف حلب الشمالي، حيث انضم هناك إلى فصيل (جيش الشرقية) الذي ينحدر مسلحوه من مناطق شمال شرقي سوريا، وشارك في القتال ضمن صفوف (الشرقية) خلال معارك احتلال منطقة عفرين، والتي انتقل إليها (العقّال) بعد ذلك واستقر فيها”.
وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، كان (العقّال) يعمل ضمن صفوف الشرقية بعيداً عن هويته الحقيقية التي لم يكن يعرفها أحد باستثناء عدد من ضباط الاستخبارات التركية الذين لجأ إليهم طلباً للحماية، وبعض عناصر “داعش” الذين رافقوه إلى شمال حلب بعد الخروج من الرقة.
كما ذكرت المصادر نقلاً عن مقربين من قيادات “جيش الشرقية”، أن عملية الاغتيال جاءت بعد وشاية من أحد قياديي “الشرقية” الذي تمكن مصادفة من اكتشاف الهوية الحقيقية لـ “ماهر العقّال”، وسارع إلى التواصل مع القوات الأمريكية عبر بعض الوسطاء، وأبلغهم عن مكان وجوده وتنقلاته، طمعاً بالمكافأة المالية، وخاصة أن “العقّال” يندرج ضمن قائمة كبار المطلوبين لـ “التحالف” منذ أن كان موجوداً في الرقة.
معلومات مصادر “أثر” التي كذّبت ادعاءات “البنتاغون” بشأن صفة “العقّال”، تم تأكيد صحتها بلسان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، شخصياً، والذي خرج اليوم بتصريح قال خلاله: “إن قوات الجيش والاستخبارات الأمريكية نجحت بتنفيذ غارة جوية في سوريا ضد أحد كبار قادة تنظيم داعش (ماهر العقّال)”، نافياً بشكل ضمني تصريحات وزارة دفاع بلاده التي قالت في بيانها أن “العقال” كان زعيم تنظيم “داعش” في سوريا.
الجدير بالذكر أن “التحالف الدولي” تمكن في وقت سابق من اغتيال زعيم تنظيم “داعش” ومؤسسه “أبو بكر البغدادي” في شهر تشرين الأول من العام /2019/، ليخلفه حينها في زعامة التنظيم، المدعو “أبو إبراهيم القرشي“، والذي اغتيل أيضاً على يد “التحالف” منتصف العام الماضي، قبل أن يتسلم “أبو الحسن القرشي” دفة قيادة التنظيم منذ ذلك الحين وحتى الآن.
زاهر طحّان- حلب