أثر برس

من وحي الفن.. النفايات في بلدة قطينة تُصبح قطع فنية

by Athr Press G

خاص || أثر برس

بسبب التلوث الذي يحيط ببلدة قطينة في ريف حمص، والحالة التي يعيشها السكان بسبب الانبعاثات الغازية الناجمة عن أحد المعامل المجاورة للبلدة، انطلقت فكرة شبابية لدعم حماية البيئة من خلال نشاط تطوعي تضمن العمل على جمع النفايات الصلبة وإعادة تدويرها من جديد تحت مسمى فريق “مدى”.

جاك رومية، مؤسس الفكرة وصاحب مشروع “مدى” التطوعي قال لـ”أثر برس”: “إن فريق مدى فريقاً تطوعياً يضم عدداً من الشبان والشابات المهتمين بالشأن البيئي من بلدة قطينة ونهدف في عملنا هذا إلى تحويل النفايات الصلبة لمواد قابلة للاستهلاك مجدداً حيث نقوم بهذا النشاط من خلال بعض الورش المنزلية المتخصصة كالحدادة والنجارة والأعمال اليدوية”.

وأضاف رومية أن الفريق يحصل على النفايات والمخلفات الصلبة القابلة للتدوير كالزجاج والورقيات والخشب والبلاستيك عن طريق الأهالي والمنازل والمدارس والمراكز الصحية والعيادات الطبية وأصحاب المحلات التجارية، متابعاً: “قمنا مؤخراً على سبيل المثال بتحويل البراميل إلى طاولات ومقاعد للحدائق المنزلية، وبعض المخلفات الزجاجية حولناها إلى قناديل ضوئية”.

وعن تجاوب الأهالي مع هذه المبادرة قال رومية إنه في البداية كان التجاوب ضعيفاً جداً ولكن من خلال العمل المتواصل والنشاطات الأخيرة بدأ الأهالي يتجاوبون مع الفكرة وأصبح البعض مبادراً للمساعدة في إنجاز العمل.

أما بالنسبة للدعم المادي الخاص بتنفيذ الأعمال، أكد رومية أن فريق “مدى” يعمل بالمجان ولا يحصل على أي إعانات مادية من أي جهة كانت، موضحاً: “إنما نقوم بأعمالنا ونشاطاتنا من مالنا الخاص ولدينا العديد من الخبرات الفنية التي تخفف من الأعباء المادية ولكننا نطمح مستقبلاً في الحصول على دخل مادي مستدام  لتوسيع نشاطاتنا بما يفيد سكان البلدة”.

وعن التطور في العمل قال: “نعمل أيضاً على الاتصال مع كافة الجهات المهتمة بإعادة التدوير بهدف التعاون وكان ذلك من خلال الاتصال مع إحدى الجهات المهتمة بالمخلفات الورقية، ومن الممكن أن نعمل سوياً على جمع النفايات الورقية لتحويلها مجدداً إلى ورق مقوى وأوراق صالحة للاستخدام”.

وحول النشاطات التي يقوم بها فريق مدى قالت روان وهبة منسقة البرامج في الفريق: “إن فريق مدى قام مؤخراً بنشاط تحت مسمى “على البسكليت ضيعتنا أحلى” وهو عبارة عن أسئلة وأجوبة تدور حول أهمية تدوير النفايات والحفاظ على البيئة وكان هناك تجاوباً كبيراً من الحضور والمشتركين”.

وأردفت: “كما نعمل حالياً على صناعة أكبر لوحة جدارية مصنوعة من مواد زجاجية تمثل الأحياء القدية بالإضافة إلى نشاط آخر يتضمن دورات حول إعادة التدوير وأهمية إعادة الفرز، أما بالنسبة للنشاطات المستقبلية فقد وضعنا خطة لإعادة تأهيل المدخل الجنوبي لبلدة قطينة وتزيينه بالرسومات الفنية المميزة بالإضافة لإنشاء أول حديقة بيئية على مستوى القرى وستضم مواداً من تلك التي أعدنا تدويرها، كذلك سيتم افتتاح مقهى بيئي ثقافي وإنشاء مطبخ ريفي كما يتم العمل حالاً على تجهيز آلة لتحويل مخلفات الطعام إلى مواد علفية”.

وختمت وهبة بالقول: “نطمح مستقبلاً لتوسيع نشاطاتنا لتشمل مدينة حمص من خلال التواصل مع الشباب المهتم بالشأن البيئي والحفاظ على نظافة المدينة”.

حيدر رزوق- حمص

اقرأ أيضاً