في ظل الأزمات التي تصيب بعض الدول العربية مثل سورية والجزائر والسودان، التي أغلبها يشتعل بفعل جهات داعمة تعمل من الخارج بواسطة أدواتها في الداخل ووسائل إعلامها، حيث لوحظ أن المكان الذي يجتمع أغلب الشخصيات المعارضة هو تركيا.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية:
“إسطنبول التركية باتت ملاذاً آمناً للمنشقين والمعارضين والإعلاميين العرب عقب مايسمى بالربيع العربي، كما أن الواجهات الإعلامية العربية التي بدأت بالعمل في تركيا منذ سنوات، تأتي في الغالب من دول هذا الربيع: سورية ومصر واليمن وليبيا، بالإضافة إلى دول أخرى مثل العراق والسعودية، ويقول عزام التميمي، مؤسس قناة الحوار، وهي قناة للمعارضين العرب: لا يوجد مكان آخر نذهب إليه، صحيحٌ قناة الحوار تأسست في لندن، إلا أنها افتتحت مؤخراً استديو خاصاً لها من إسطنبول، لأنه أسهل لاستقبال الضيوف في برامجها الحوارية، لكون كل الساسة والمعارضين والنشطاء هنا”.
ولفتت صحيفة “العرب” إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعمل على استمالة الجماعات الدينية في المنطقة لحمايته، فنشرت:
“يتم استمالة قادة الجماعات الدينية المختلفة لدعم أردوغان علانية، والآن أصبح الإسلاميون، ولاسيما الشباب منهم، يشعرون بخيبة أمل واضحة.. ويتوجب على أردوغان وضع الهزات التي تزعزع الأنظمة الإسلامية بالمنطقة حالياً في الحسبان، ففي الخرطوم، يواجه نظراؤه مصيراً حالكاً نظير سياساتهم الفاسدة”.
وتحدثت “الأخبار” اللبنانية بشكل عام عن هذه الأزمات التي تعاني منها بعض الدول العربية:
“التآخي مع العدو، واستخدام الحملات الإعلامية الإيجابية والسلبية، واللجوء إلى السخرية بوصفها وسيلة احتجاجية، وإلى الفضاء الافتراضي لتعبئة المتظاهرين وتنظيمهم وتوجيههم أيديولوجياً، هي بعض الأمثلة على أنماط العمل المشتركة بين جميع الثورات الملونة في دول الكتلة الاشتراكية السابقة، وتلك الربيعية في البلدان العربية”.
أما صحيفة “صباح” التركية كان لها رأي مختلف فورد فيها:
“علينا أيضاً ألا ننسى في هذا السياق رؤية وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر، التي قال فيها بضرورة عدم السماح لأي قوة عالمية غير الولايات المتحدة أن تسيطر على مواقع في العالم الإسلامي، مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم أراضٍ فلسطينية هو تطبيق عملي لرؤية كسينجر، الهدف الرئيسي هو إبقاء العالم الإسلامي في غيبوبة عبر الحروب الداخلية، من أجل تحقيق أمن إسرائيل والولايات المتحدة”.
يبدو أن جميع الأزمات العربية تلتقي عند نقطة واحدة، وهي وجود محرك خارجي ودول داعمة، تقوم بتوجيه هذه الأزمات وفقاً لمصالحها وأهدافها، دون أن تولي أي اهتمام لمصالح الشعوب والدول التي تشتعل فيها الأزمات، بل تكون في النهاية هذه الدول هي من يدفع الثمن.