قد لا يختلف الكثيرون على أن السياسة التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران، مشابهة لحد كبير للسياسة التي يتبعها تجاه الدول التي لا تخضع للأجندات الأمريكية.
الرئيس الأمريكي البعيد عن الخبرة السياسية يسير بسياسة واحدة وواضحة عالمياً وهي سياسة الردع بالقوة، والتي يفهمها الإيرانيون جيداً، إلا أنه وفي هذه المرحلة التي يستهدف فيها إيران لفظياً، قد تسعى بعض الجهات إلى التأثير على وتيرة المجريات لتحقيق بعض أهدافها، فبعد أيام من حرب التصريحات التي تطورت إلى حد إرسال بوارج أمريكية إلى الخليج العربي دون حدوث أي احتكاك مباشر.
وزارة الخارجية الإماراتيّة أكّدت في بيانٍ رسميٍّ نقلته وكالة الأنباء الرسميّة “وام” أنّ أربع سُفن تجاريّة تعرّضت لعمليّاتٍ تخريبيّةٍ قُرب المِياه الإقليميّة للدّولة يوم أمس، ونفَت وقوع أيّ أضرار بشريّة، دون توجيه أصابع الاتهام إلى أي جهة ليبقى الفاعل مجهولاً.
إلا أنه وفي حال التفكير بمن يمكن أن يقوم بهذا الأمر والذي قد يؤدي لحرب لا يعلم أحد أين تنتهي، يمكن استبعاد معظم اللاعبين الأساسيين الذين لا مصلحة لهم بالحرب في هذه المرحلة ولا سيما إيران، والولايات المتحدة المقبلة على انتخابات رئاسية بعد أشهر، حيث قال رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بیشة: إن “انفجارات الفجيرة قد تكون من صنع طرف ثالث بهدف ضرب الأمن بمنطقة حساسة”.
قد تكون تلك الحادثة مفتعلة من بعض القوى المناهضة لإيران في المنطقة كالسعودية لإدخال الولايات المتحدة في حرب مع إيران بمعركة قد تظن بأنها ستخرج منها دون خسائر، إلّا أن الملفت خلال اليومين الماضيين هو الحديث الإعلامي الـ”إسرائيلي” الذي يخفي في طياته تمنيات بقيام تلك الحرب حيث قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية: “إن حرباً وشيكة تومض في الخليج بشكل أكثر سطوعاً من أي وقت مضى وأن هناك دلائل متزايدة على احتمالات تصعيد وهجمات استفزازية بين إيران وأمريكا”، وجاء ذلك بالتوازي مع حديث القناة 13 العبرية بأن إيران “تخطط لشن هجمات على منشآت النفط السعودية” في حديث يظهر التمنيات الـ”إسرائيلية” المبطنة.
قد تفكر “إسرائيل” بأنها بحاجة للاستفادة بكل ما تملك من الرئيس الأمريكي الحالي الذي تسيّره كما يحلو لها قبيل الانتخابات الأمريكية المقبلة والتي قد تأتي برئيس أمريكي جديد لا يسير خلفهم بهذا الشكل كترامب، لذلك قد تسعى بصورة متهورة للتأثير على عدوها الأوحد المتمثل بإيران في هذه المرحلة التي تراها ذهبية لتحقيق ذلك، خصوصاً وأن تلك الحرب وإن قامت فستستند فيها “إسرائيل” على أكبر ترسانة عسكرية في العالم المتمثلة بالولايات المتحدة بقيادة ترامب وتمويل من أغنى دول العالم في الخليج العربي لتغطية النقاط المادية في حال قيام تلك الحرب.
ومع كل تلك التطورات يبقى الغرب وبعض الأحزاب داخل الولايات المتحدة معارضين لحدوث أمر كهذا من شأنه التأثير على سوق النفط في العالم والتأثير على الاقتصاد العالمي، فهل ستتمكن “إسرائيل” من الصيد في الماء العكر وإدخال المنطقة في حرب؟ وفي حال تمكنها من ذلك وقيام تلك الحرب فما هو موقف القوى المناهضة لـ”إسرائيل” في لبنان وفلسطين؟