خاص || أثر برس يُباع الموز في مدينة الحسكة بسعر 5500 ليرة للكيلو الواحد، في وقت يباع فيه الموز في دمشق بسعر 12 – 15 ألف ليرة سورية، أي ثلاثة أضعافه.
وبحسب مصادر متعددة في مدينة الحسكة، فإن مادة الموز تدخل الأسواق تهريباً من إقليم شمال العراق أو الأراضي التركية، وبمقارنة تكاليف رحلة الموز من ميناء اللاذقية أو المعابر الحدودية مع لبنان نحو دمشق، مع نظيره الموز المهرب من تركيا أو العراق، يبدو أن كفة التكاليف تميل لـ “موز” الحسكة.
يقول أحد التجار في محافظة الحسكة لـ”أثر”: “الموز المهرب من تركيا يبدأ رحلته من الموانئ التركية على المتوسط نحو المدن المقابلة لمدينة “رأس العين”، ثم يعبر الحدود نحو الأراضي السورية، ويمر من معابر برية تربط بين مناطق انتشار قوات الاحتلال التركي، ومناطق انتشار “قسد”، وهذا سيزيد تكاليف النقل بدفع “رسوم عبور”، لكلا الطرفين ثم ينتقل إلى مستودعات تجار الجملة ومنها إلى باعة المفرق، وهذا يعني أن الموز يصل للتجار بسعر 4000 ليرة للكيلو الواحد بعد كل هذه الرحلة التي تقدر مسافتها بثلاث أضعاف المسافة التي يجتاز فيها الموز رحلته من ميناء اللاذقية نحو أسواق دمشق، ولا يدفع التجار تكاليف نقل أو عبور أو ما شابه”.
رحلة الموز من موانئ جنوب العراق إلى أربيل ومنها إلى أسواق مدينة الحسكة تعادل في مسافتها خمسة أضعاف الطريق بين اللاذقية ودمشق، وتعادل أيضاً نحو 15 ضعف المسافة بين الحدود مع لبنان وأسواق دمشق، ومع ذلك يبدو أن الفارق بين سعر الكيلو في الحسكة ودمشق يصل حد الضعفين، ففي دمشق يباع الكيلو بـ12 ألفاً، في حين يباع في الحسكة بـ5000 ليرة سورية.
يرفض التجار الذين تواصل معهم “أثر برس” في الحسكة تحميل الفارق على سعر الموز، على فرق سعر المحروقات المكررة بدائياً التي تباع في الحسكة، وسعر المحروقات المكررة تكريراً نظامياً في العاصمة، إذ إن سيارات نقل التهريب القادم من تركيا تعتمد ملء خزاناتها من الأسواق التركية بأسعار تقارب سعر المحروقات التي تعتمدها الشاحنات في مناطق سيطرة الدولة السورية، وهي محروقات مكررة تكريراً نظامياً ومعتمدة في تركيا رسمياً.
الفوارق السعرية تصل إلى سندويش الشاورما أيضاً، إذ تباع السندويشة ضمن مناطق سيطرة الدولة السورية بمدينة الحسكة بسعر 3500 ليرة، ووجبة “شاورما عربي” بسعر 7000 ليرة سورية، على حين أن المطاعم التي تبيع السندويشة بسعر 5000 ليرة في دمشق تعتبر أنها تقدم “عرضاً خاصاً”، لجذب زبائن أكثر، علماً أن المطاعم في المحافظتين تعتمدان المواد الأولية (الفروج) المحلي وليس المستورد، والتسعيرة التي ذكرها “أثر برس” صادرة عن مديرية التجارة الداخلية في الحسكة، أي أنها “تسعيرة حكومية”، وليست تسعيرة في مناطق خارجة عن السيطرة.
محمود عبد اللطيف – الحسـكة