جددت موسكو في الأيام القليلة الفائتة اتهاماتها للحكومات الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، بتدريب مقاتلين في سوريا بهدف تجنيدهم للقتال ضدها في أوكرانيا وسوريا.
وقال مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين، أمس الإثنين في الاجتماع 55 لمجلس رؤساء الأجهزة الأمنية والخدمات الخاصة لبلدان رابطة الدول المستقلة: “إن قاعدة التنف الأمريكية في سوريا تحولت منذ فترة طويلة إلى مركز لتدريب الإرهابيين” وفق ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية.
وبيّن أن “القوات الأمريكية دربت 500 من عناصر تنظيم داعش والجهاديين الآخرين في قاعدة التنف، مع منح الأولوية للمهاجرين من جمهوريات القوقاز وآسيا الوسطى، وتشكيل مجموعات متحركة منهم، لتنفيذ أعمال إرهابية ضد القوات الروسية في سوريا”.
وأضاف ناريشكين، أنه “أوكرانيا تنظّم في منطقة خفض التصعيد في إدلب دورات تدريبية لمشغلي الطائرات المسيرة بما في ذلك الانتحارية منها”.
وأشار مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي إلى أن الاستخبارات الروسية، “سجّلت ورصدت اتصالات عديدة في سوريا بين مبعوثي المخابرات العسكرية الأوكرانية وقادة الجماعات المسلحة غير الشرعية والجماعات الإرهابية العاملة في سوريا، ويهدف ذلك لتنظيم أعمال تخريبية ضد أهداف روسية هناك، وكذلك تجنيد الإرهابيين من هناك للقتال في كتائب المرتزقة التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية”.
وأوضح أن المخابرات الأوكرانية، تتواصل مع رؤوس “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)”، و”الحزب الإسلامي التركستاني” و”قوات سوريا الديمقراطية “، و”أجناد القوقاز”، و “جيش تحرير إنغوشيا” وغيرها.
وتابع أن “أجهزة المخابرات التابعة لدول الناتو تنقل المسلحين من الشرق الأوسط إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة للمشاركة في القتال إلى جانب نظام كييف”.
وفي 4 تشرين الأول الجاري، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن أوكرانيا تدرّب مسلحين من تنظيم “هيئة تحرير الشام” العامل في سوريا وذلك بالتنسيق مع الأمريكيين.
وأضاف لافروف في مقالة تحت عنوان: “الأمم المتحدة: أن تكون من جديد مركزا لتنسيق أعمال الدول” نقلته وكالة “تاس” الروسية: “على أراضي سوريا، يقوم نظام فلاديمير زيلينسكي، بالتنسيق مع الأمريكيين، بتدريب الإرهابيين من تنظيم هيئة تحرير الشام على استخدام تقنيات جديدة لإنتاج الطائرات بدون طيار لغرض العمليات القتالية ضد القوات المسلحة الروسية في أراضي سوريا”.
وأشار إلى أن “التحالف الغربي يواصل ضرب الأراضي السورية، وهو ما يلهم نظام كييف للقيام بأنشطة إرهابية مماثلة في المناطق الروسية، يتم خلالها تعريض المدنيين والبنية التحتية المدنية للهجمات، بمساعدة مباشرة من الغرب نفسه”.
في 14 أيلول الفائت ذكرت صحيفة “أيدينليك” التركية أن لديها لقطات لاجتماعات في سوريا بين أوكرانيين وأعضاء من “هيئة تحرير الشام”، ونشرت صورة ظهر فيها شخصان، يرتدي أحدهما قميصاً عليه رمح ثلاثي الشعب على كمه ( الشعارالأوكراني الرسمي)، والآخر يرتدي الزي العسكري الواقي باللون الرمادي والأزرق، موضحة أن “هذه اللقطات تم تصويرها في مدينة إدلب، ويعود تاريخها إلى شهر حزيران من العام الجاري”.
وفي آذار 2023 أكدت مصادر أهلية في إدلب لـ”أثر برس” أن عدداً من خطباء المساجد ورجال الدين الذين عيّنتهم “الهيئة” باتوا يتحدثون عن “جواز القتال في أوكرانيا ضد الجيش الروسي، وحرمانية القتال لجانبه”، وعدّوا أن القتال لصالح “حكومة كييف” يعد من “جهاد الدفع”، بحجة أن الجيش الروسي يهدد أرواح المسلمين المقيمين في أوكرانيا، وبالتالي فإن على “المسلم” أن يقاتل دفاعاً عن نفسه وأهله وماله حتى وإن كان الأمر تحت راية حكومة غير مسلمة، بحسب فتوى رجال الدين التابعين لـ”الهيئة” الذين أشاروا إلى وجوب تشكيل فصائل مستقلة عن “حكومة كييف” إن أمكن ذلك، وعدّوا أن هذا يقي من شبهة “نصرة الكافر على الكافر”، وفقاً للتعبير الذي يستخدمه مرتبطون بـ”الهيئة”.
وأوضحت مصادر “أثر برس” حينها أن ما يجري في أوكرانيا يعد “فرصة ذهبية” لقائد “الهيئة” المدعو “أبو محمد الجولاني” للتخلص من وجود المقاتلين الأجانب خاصة المنحدرين من أصول روسية أو من دول الاتحاد السوفييتي السابق، وعلى رأسهم شخصيات بارزة مثل “مسلم الشيشاني”، الذي سبق أن اقتتل “الجولاني” معه.