تفسيرات عديدة تُحيط بالقرار الأممي المفاجئ حول تمديد فتح معبر باب الهوى شمالي سوريا، وبحسب الخبراء فإن العامل الأكثر مفاجأة هو الموقف الروسي الذي انقلب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار من هذه القضية، فبعدما كانت موسكو تؤكد على أن هذا القرار ينتهك القانون الدولي، وتؤكد أن المساعدات الإنسانية يمكن إدخالها عن طريق المعابر المفتوحة بين مناطق سيطر الدولة السورية والمناطق الخارجة عن سيطرتها وافقت على قرار تمديد فتح هذه المعابر، الأمر الذي يستدعي البحث عن المقابل الذي ستقدمه الوليات المتحدة مقابل التنازل الروسي، وبينما يتم إيضاح ما هو المقابل وخلفيات هذا القرار، ركز العديد من المحللون في الصحف العربية والأجنبية على عدة جوانب من الوجود الروسي في سوريا.
حيث خصصت “واشنطن بوست” الحديث عما جرى أمس في جلسة مجلس الأمن، قائلة:
“وصف سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، التصويت بأنه لحظة تاريخية قائلاً إن موسكو تتوقع أن يصبح نقطة تحول لسوريا والشرق الأوسط والعالم، وتأمل أن تكون نقطة تحول تتماشى بالفعل مع ما ناقشه بوتين وبايدن في جنيف، رد توماس جرينفيلد ووصفها بأنها لحظة مهمة في علاقتنا تظهر ما يمكن تحقيقه إذا عملنا معهم دبلوماسياً على أهداف مشتركة” مشيرة إلى أن “ما حصل هو اختبار للعلاقات الدولية ولعله مثالٌ عابر لاستئناف التعاون بين الدولتين لكن القضايا العالقة بينهما ما تزال كثيرة وبينها قضية الأمن الإلكتروني”.
أما صحيفة “العرب” فعادت في مقالاتها إلى بداية الوجود الروسي في سوريا وما حققته موسكو من هذا الوجود، حيث نشرت:
“روسيا حققت عدداً من الفوائد من التدخل في سوريا كان الأول مادياً يتعلق بقاعدتين في البحر المتوسط هما طرطوس، التي كانت مجرد منشأة لإعادة الإمداد قبل الحرب وتم تحديثها الآن إلى الحد الذي يمكن الاحتفاظ فيها بالقاذفات النووية، وهناك قاعدة حميميم، وهي قاعدة جوية رئيسية، ويقول الباحث صموئيل راماني، الزميل غير المقيم في منتدى الخليج الدولي، إن الأزمة السورية أظهرت بشكل كبير تحديث الجيش الروسي، لأن إظهار أن الأسلحة الروسية تعمل بشكل فعال في سوريا سواء أنظمة الدفاع الصاروخي بانتسير-إس1 أو إس-300 أو الطائرات المقاتلة، سيجعل استغلالها ممكنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط” مضيفاً أن “روسيا التي أنفقت 2 مليار دولار كحد أقصى سنويا في سوريا مقابل إنفاق التدخل العسكري الإيراني ما يصل إلى 30 مليار دولار على الأرض، الأمر الاستثنائي في المعادلة”.
إشارات استفهام عديدة تُحاط بما جرى في مجلس الأمن، وحول عدة نقاط مرتبطة بالوجود الروسي في سوريا، ففي ظل البحث بخلفيات هذا القرار وتبعاته، تؤكد الأوساط السياسية أنه خلال أيام قليلة يجب أن يحصل إجراء على أرض الواقع يبرر التنازل الروسي.