أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا التابع للدفاع الروسية، عن انتهاكات أمريكية جديدة لبوتوكولات مذكرة “منع التصادم” في الأجواء السورية.
وأكد نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا فاديم كوليت، أنه “بتاريخ 23 آب الساعة 10:30 وعلى ارتفاع حوالي 6500 متر، قامت طائرة من طراز F16 تابعة للتحالف الدولي، باقتراب خطير من طائرة سوخوي-35 التابعة للقوات الجوية الروسية بالقرب من الحدود الجنوبية لسوريا، والتي كانت تقوم برحلة مقررة”.
وأوضح كولييت، أن الطائرة الروسية التي تعرضت للانتهاك الأمريكي كانت تحلّق في أجواء جنوب سوريا، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات الأمريكية “تخلق شروط مسبقة خطيرة لحوادث الطيران، ما يؤدي إلى تفاقم الوضع في المجال الجوي السوري”.
وتابع أنه تم تسجيل “9 حالات انتهاك لبروتوكولات تفادي الاصطدام، تتعلق برحلات لطائرات مسيّرة لم يتم تنسيقها مع الجانب الروسي”.
ويُعتبر هذا البيان هو السابع خلال آب الجاري، الذي يصدر عن مركز المصالحة الروسي في سوريا، حول انتهاكات واشنطن لبروتوكولات مذكرة “منع التصادم” الموقعة بين الجانبين الروسي والأمريكي في سوريا.
كما جاء البيان الروسي بعد ساعات من نفي متحدث باسم “البنتاغون” إقدام الطائرات الأمريكية على تنفيذ أي تحرشات بالطائرات الروسية في الأجواء السورية، ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن المتحدث قوله بتاريخ 24 آب الجاري: “إن القوات الجوية التابعة للقيادة الأمريكية الوسطى، تحافظ على خط اتصال مفتوح مع روسيا من خلال ما يسمى خلية تفادي التضارب الروسية، التابعة لعملية حل الصراع، التي تضمن توفر خط اتصال مفتوح بين الدول، بهدف تقليل أخطار حوادث الطائرات غير الآمنة أو التهديدات المتصورة لعدوان في المجال الجوي في سوريا”.
وشهد تموز الفائت عدة احتكاكات جوية روسية- أمريكية متعددة في سوريا، وحذّر خبراء عسكريون روس وأمريكيون حينها، من ارتفاع وتيرة هذا التصعيد، فيما علّق رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، على هذه الاحتكاكات بقوله: “إذا شعر أي من جنودنا في أي وقت أنه عمل عدائي أو نيّة عدائية فسوف يدافعون عن أنفسهم، لدينا خط لمنع الاشتباك تستخدمه القيادة المركزية يومياً لمنع أي نوع من الحوادث أو التصعيد، ونحن نراقب ذلك عن كثب”.
بدروه علّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تلك الحوادث بقوله: “نحن جاهزون دائماً لأي سيناريو، لكن لا أحد يريد ذلك (التصعيد)، وبمبادرة من الجانب الأمريكي، أنشأنا ذات مرة آلية خاصة لمنع هذه الصراعات”، مضيفاً أن “موسكو لا تسعى إلى صدام مباشر بين الجيش الروسي وقوات حلف شمال الأطلسي، لكن إذا أراد أحد ذلك، فإن روسيا مستعدة له”.
وأضاف أن “رؤساء بعض الإدارات لدينا يتواصل بعضهم تواصلاً مباشراً مع بعض ولديهم فرصة للتشاور بشأن أي حالة طوارئ”، مشدداً على أنه “لا أحد يريد أي اشتباكات.. لكن إذا أراد أي شخص ذلك (الصراع) – ليس نحن – فنحن مستعدون”.
يشار إلى أن الجانبين الروسي والأمريكي، يخضعان في سوريا إلى اتفاق مذكرة بروتوكولات “منع التصادم” التي تم توقيعها مع دخول القوات الأمريكية إلى سوريا، للتنسيق في الرحلات الجوية بين الطرفين ومنع حدوث أي تصادمات أو احتكاكات بينهما.