أعلنت الدفاع الروسية حصيلة الانتهاكات الأمريكية التي أحصتها في سوريا في تموز الجاري، لبروتوكولات “منع التصادم” مؤكدة أن هذه الحصيلة تجاوزت الـ300 انتهاك.
وقال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي -التابع لوزارة الدفاع الروسية- أوليغ غورينوف: “إن الطائرات من دون طيار التابعة للتحالف نفذت 1752 رحلة جوية غير منسقة في المناطق التي حددتها بروتوكولات عدم التصادم في عام 2023، منها 340 في تموز 2023”.
وأشار إلى أنه منذ الأول من كانون الثاني 2023، سُجلت 1761 حالة انتهاك لحدود سوريا من طائرات “التحالف” وفي تموز 2023 فقط، تم تسجيل 213 حالة.
وأضاف غورينوف أن طيران “التحالف” خرق في تموز 2022 المجال الجوي 180 مرة في منطقة التنف حيث تمر الخطوط الجوية الدولية، في وقت كانت هناك طائرات مدنية تحلق في المنطقة.
وأصدر مركز المصالحة الروسي في سوريا في تموز الجاري 8 بيانات أكد فيها أنه رصد انتهاكات أمريكية في الأجواء السورية، بدورهم أكد مسؤولون أمريكيون في تموز الجاري وجود احتكاكات جوية روسية- أمريكية في الأجواء السورية نحو 6 مرات في الشهر نفسه، وسط الحديث عن مخاوف من اندلاع مواجهة مباشرة بين روسيا وأمريكا في الأجواء السورية.
هل سنكون أمام مواجهة أمريكية- روسية في سوريا؟
بالتزامن مع تصاعد حوادث الاشتباكات بين روسيا وأمريكا في سوريا، وانتهاك بروتوكولات “منع التصادم” الموقعة بين الجانبين عام 2015 في سوريا، تحذّر التحليلات الأمريكية من خطر الصدام والمواجهة المباشرة، وفي هذا الصدد نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين، تأكيدهم أن “مؤشرات خطر المواجهة ارتفعت، بعدما اعترضت مقاتلة روسية، مسيّرة أمريكية في الأجواء السورية، الأربعاء الماضي”.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأمريكيين تخوفهم من إقدام روسيا على إسقاط مسيّرة أمريكية، لافتين إلى أنهم “يفكرون في كيفية الرد، بما في ذلك اعتماد الوسائل غير العسكرية، في حال أقدم الروس على إسقاط مسيّرة أمريكية”.
وفي السياق نفسه، سبق أن نقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، قوله: “إذا شعر أي من جنودنا في أي وقت أنه عمل عدائي أو نيّة عدائية فسوف يدافعون عن أنفسهم، لدينا خط لمنع الاشتباك تستخدمه القيادة المركزية يومياً لمنع أي نوع من الحوادث أو التصعيد، ونحن نراقب ذلك عن كثب”، مضيفاً أن “المحللين يفحصون الأسباب المحتملة لهذه الزيادة في تلك الحوادث”، مضيفا أنه “لا يبدو أنه مرتبط بالقتال في أوكرانيا”.
بدوره، حذّر سابقاً الخبير العسكري والأمريكي ورئيس تحرير صحيفة “Long War Journal” بيل روجيو، من اندلاع مواجهة روسية-أمريكية في شرقي سوريا، مشيراً إلى أنه “لا يوجد الكثير مما يمكن للولايات المتحدة فعله لردع الإجراءات الروسية”، مؤكداً أن “أي احتكاك مباشرة مع القوات الروسية قد يؤدي إلى تصعيد مدمر”، وفق ما نقلته شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية.
على حين استبعد قائد القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، الجنرال أليكسوس غرينكيفيتش، حدوث صدام مباشر بين روسيا وأمريكا في سوريا، إذ قال في حزيران 2023: “لا أظن أن الروس يريدون نزاعاً مباشراً مع الولايات المتحدة، ونحن بلا شك لا نريد نزاعاً مباشراً مع روسيا”.
ما علاقة إيران؟
ربطت بعض التحليلات الأمريكية الاحتكاكات الجوية الروسية- الأمريكية وتزايدها بوجود تنسيق عسكري روسي- إيراني في سوريا، وفي هذا الصدد نقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن مسؤول في البنتاغون رفض الكشف عن هويته تأكيده أن “هناك تنسيقاً متزايداً بين سوريا وروسيا وإيران للضغط على قواتنا في سوريا”، مضيفاً “أرى أدلة على التخطيط في المستوى العملياتي بين قيادة فيلق القدس والقوات الروسية في سوريا”، موضحاً أن “طبيعة التعاون تتمثل بتبادل المعلومات الاستخباراتية”.
وفي حزيران الفائت نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً تحليلياً أكدت فيه أن “القادة الروس والإيرانيين اتفقوا على تشكيل مركز عمليات مشترك لتنسيق الجهود للضغط على القوات الأمريكية في سوريا”.