خاص|| أثر تفضل النساء والفتيات على حد سواء إضافة ثقب جديد في الأذن لارتداء حلق إضافي بهدف الحصول على إطلالة مميزة، وفي الآونة الأخير ظهر ما يسمى “البيرسينغ” وهو القيام بثقب في أحد أجزاء الجسم لوضع المجوهرات وأدوات الزينة.
ويعد ثقب الأذن والأنف من أكثر أنواع “البيرسينغ” انتشاراً بين النساء والشباب وأصبح “برستيجاً” منتشراً بأشكاله وأنواعه كافة من ثقب الأذن والأنف إلى ثقب الشفاه والبطن واللسان والسرة وغيرهم؛ كما أن الأمر لا يقتصر على فئة عمرية معينة، بل أصبح “ترند” بين الشباب والفئات العمرية الأخرى إذ بدا واضحاً أن الجنسين يتبارون في إظهار جمالهم.
وأوضحت د.ولاء جمول اختصاصية بالأمراض الجلدية، أن “البيرسينغ” هو إجراء ثقب بمنطقة ما بقصد إضافة الحلي والمجوهرات إلى الثقب المراد إجرائه.
وأكدت د.جمول لـ “أثر” أن “البيرسينغ” ليس له فائدة سوى جمالية فقط، وهناك أشخاص تجريها بقصد إخفاء تشوه معين مثلاً: ندب على الحاجب أو ندبة جراحية سابقة يرغب الشخص بإخفائها أو قد تكون وحمة ليس لهم رغبة بإظهارها.
أما عن أضراره ذكرت د.جمول أن هناك أضرار وآثار جانبية عدة “للبيرسينغ”، تتلخص في عدة أمور منها: التفاعلات التحسُّسية التي قد تسببها بعض الحُلي المدخلة في الثقوب خصوصاً القطع المصنوعة من النيكل، وأيضاً هناك مضاعفات فموية فالحُلي الموضوعة تسبب الضرر باللثة، وقد يعيق تورم اللسان بعد عمل ثقب جديد عملية المضغ والبلع، وعملية التنفس في بعض الأحيان، إضافة إلى مشكلات جلدية أخرى فيمكن أن يؤدي الثقب إلى حدوث ندوب وانتفاخ مناطق في الجلد بسبب فرط نمو النسيج الندبي (الجُدرة).
وأضافت د.جمول وهناك الأمراض المنقولة عبر الدم في حال كانت المعدات المستخدمة للثقب ملوثة بدم حامل للعدوى، فيمكن أن يصاب الشخص بمختلف الأمراض المنقولة عبر الدم، مثل التهاب الكبد الوبائي B، والتهاب الكبد الوبائي C، والكُزاز، علاوةً على الجروح أو الإصابات الجسدية، إذ من الممكن أن تعلق الحُلي وتسبب حدوث جروح عن طريق الخطأ، ما يتطلب عمل غُرز جراحية أو إجراء عمليات ترميم أخرى.
من جانبها، الصيدلانية د.رانيا قالت لـ “أثر”: “الكثير من الأطباء حذروا من هذه الموضة، خصوصاً وأنها تعمل على الإصابة بمجموعة من الأمراض ومنها الحساسية وتهيج الجلد، إضافة إلى الألم الذي تسببه العملية نفسها”.
وتابعت: “في الصيدلية لا نستطيع أن نقوم بهذه الإجراءات لأنها تحتاج إلى معدات وأدوات معقمة وما نستطيع القيام به هو ثقب الأذن فقط وليس “البيرسينغ” بالكامل؛ لأن هذا الأخير يُجرى في أعلى الأذن أما ما نقوم به في الصيدلية هو ثقب فوق الثقب الأصلي فقط وهذا لا يسبب ضرراً طالما أن الأدوات معقمة فهو عبارة عن ثقب يسير في الأذن وبعدها نضع حلق طبي أما “البيرسينغ” فأي ثقب في مكان آخر كالفم أو اللسان أو طرف الأنف فإنه يحتاج إلى معدات متطورة أكثر”.
بدورها، اختصاصية تجميل في أحد المراكز التي تهتم بإجراء عمليات التجميل و”الليزر والبوتوكس والفيلر والبيرسينغ” في دمشق، قالت لـ “أثر”: ‘‘البيرسينغ إجراء يعتبره الكثير من الشباب والفتيات تجميلي يضفي نوع من الجمال لديهم ونقوم بإجرائه للجنسين؛ ولكن هناك إقبال عليه من الشباب أكثر’’.
وعن الأماكن التي يجرون فيها “البيرسينغ”، قالت: “فئة كبيرة من الشباب تجريها في الأذن وتثقب أكثر من ثقب وتضع حلق أو قطعة معدنية وفئة قليلة من الشباب تجري “البيرسينغ” على الأنف؛ ولكن ما يقارب 45% من الشباب يجرون عمليات “البيرسينغ” على الأذن و55% من الفتيات يجرونه في أماكن أخرى وخصيصى السرة والأنف بغية إظهار جمالهن في حال ارتدوا (بلوزة قصيرة) أو مكشوفة”.
وأضافت: “وبما يتعلق بالكلفة، فإن ثقب “البيرسينغ” يكلف 40 ــ 45 ألفاً في أي مكان كان سواء في الأذن أو في السرة أو على الأنف واللسان ولكن ما يزيد من السعر هو اختيار الحلق الذي سيوضع بعد إجراء “البيرسينغ”؛ فلا يجوز أن نجري “بيرسينغ” من دون وضع حلق فإذا كان الحلق موجود مع الشخص لا تحسب كلفته إنما يتم حساب كلفة ثقب “البيرسينغ” فقط؛ أما في حال اختار حلق فيتم حساب “البيرسينغ” مع الحلق، وسعر الحلق يبدأ من 100 ألف وما فوق”.
وتابعت الأخصائية: “بعد إجراء الثقب، هناك خطوات لحماية المكان الذي أجرينا فيه “البيرسينغ” ففي حال كانت في الأذن مثلاً يجب تنظيف الأذن ويجب قبل ذلك غسل اليدين بالماء والصابون في كل مرة قبل لمس الأذن أو الثقب، كذلك غسل ثقب الأذن والمنطقة المحيطة به مرة واحدة يومياً باستخدام صابون لطيف مضاد للبكتيريا وتجفيف الأذن بمنديل نظيف”.
وعن مدة الشفاء بيّنت أن معظم فترات الشفاء من 4 إلى 6 أسابيع، إلا أن الجزء الأعمق من الثقب على الأغلب يحتاج إلى عام كامل للشفاء.
وختمت الاختصاصية كلامها مشددة على ضرورة استخدام حلق خالٍ من النيكل عند ثقب الغضروف لتقليل احتمالية حدوث رد فعل تحسسي قبل تبديله لقرط آخر، وإذا تمت إزالته قبل ذلك، حتى لبضع ساعات فهذا يعني أن الثقب بدأ في الانغلاق.
دينا عبد ــ دمشق