خاص||أثر برس لا تزال مياه الشرب التي تباع بواسطة السيارات الجوالة في طرطوس تثير حفيظة الأهالي الذين يحبسون أنفاسهم خوفاً من أن تكون المياه ملوثة، خاصة بعد إصابة عدد كبير من أهالي الدريكيش بالتهاب الكبد الوبائي الناتج عن تلوث المياه التي تباع بالبيدونات.
الجديد في موضوع تلوث المياه، أشار اليه مصدر في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس لـ “أثر” وهو وجود تلوث في 9 عينات من أصل 11 عينة تم أخذها من بيدونات مياه تباع بواسطة سيارات جوالة في طرطوس، كما أكد سحب 20 عينة من قبل لجنة مشتركة بين الموارد المائية والتجارة الداخلية وبينت مؤشرات التلوث للمصادر المائية المقاسة بأنها دون مستوى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي مع ارتفاع مؤشر العصيات البرازية في مياه بعض المصادر المائية في جبل النبي متى.
ولفت المصدر إلى أن عدداً كبيراً من أهالي المحافظة يقبلون على شراء مياه البيدونات انطلاقاً من اعتقادهم بأن مياه الينابيع أكثر عذوبة ونقاء من مياه الشبكة الرئيسية التابعة لمؤسسة المياه، بالإضافة إلى اضطرارهم لشراء البيدونات خاصة في الصيف أثناء انقطاع المياه لعدة أيام.
ورغم التشديد من قبل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، على إلزام موزعي المياه بالبيدونات بكتابة مصدر المياه مع رقم هاتف الموزع على كل بيدون، فقد أكد عدد من الأهالي أن بائعي بيدونات المياه لم يلتزموا، فكل بائع يقول إن المياه التي يبيعها تم تحليلها وهي سليمة “مية بالمية”، بدون أن يذكر أي تفاصيل.
ويقول الأهالي إنه لا يوجد الكثير من الخيارات أمامهم في ظل انقطاع المياه عن منازلهم ما يجعلهم مجبرين على شراء مياه البيدونات.
وكان مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس سالم ناصر قد قال في تصريح سابق لـ “أثر” إنهم بصدد تكليف رؤساء البلديات بمتابعة تعقيم خزانات المدارس والمنازل، بالإضافة للخزانات الخاصة التي يتم سحب مياه الآبار إليها، ليصار فيما بعد إلى تعبئة المياه بالبيدونات وبيعها للأهالي، مبيناً أنه تم توزيع أقراص تعقيم تكفي لجميع الخزانات لتصبح المياه صحية وسليمة خالية من العصيات البرازية، بالإضافة لاستمرار مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأخذ عينات من مصادر مياه الشرب وتحليلها للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات.
الجدير بالذكر أنه أصيب 400 شخص في منطقة الدريكيش بالتهاب الكبد الوبائي خلال الشهر الماضي، وذلك بسبب تلوث مياه الشرب التي تباع معبأة ببيدونات بواسطة سيارات جوالة.
صفاء علي – طرطوس