أثر برس

ميداليات الرياضات الفردية السورية.. هل تعوّض إخفاقات الرياضات الجماعية؟

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

لولا الإنجازات الفردية إذا ما استثنينا نتائج الفروسية أو لعبة الأثرياء كما تسمى والتي لا تحتاج لدعم المكتب التنفيذي لتطويرها بفضل المتابعة والاهتمام من رئيسة الاتحاد الفخرية السيدة منال الأسد لبعض أبطالنا في دورة المتوسط، لقلنا على رياضتنا السلام وأن كل ما كنا نأمله أو نحلم به تحول لكابوس والوعود طارت مع الرياح التي تعصف بنا بين الحين والآخر.

والحقيقة أنه يسجل لأبطالنا معن أسعد وأحمد غصون ومجد الدين غزال بالإضافة لأبطال الفروسية أحمد حمشو وشادي غريب تألقهم، وإعادتهم لبعض بريق وهيبة الرياضة السورية التي فقدنا الثقة بها خلال الفترة الماضية.

إلى متى ستستمر الطفرة بالألعاب الفردية؟

رغم تألقنا ببعض الألعاب الفردية ونيلنا لبعض الميداليات البراقة، فإن ذلك لا يعتبر إلا طفرة تحدث كل حين وحين في رياضتنا لأبطال تفوقوا على أنفسهم، والدليل أنه لا يوجد لعبة فردية لدينا تألقت بشكل كامل على مستوى لاعبيها، ولا يكون سوى لاعب أو رياضي واحد منها صاحب هذا الإنجاز كمعن أسعد في الأثقال وأحمد غضون أو آل غصون حتى لا نظلم أحداً في الملاكمة ومجد الدين غزال في ألعاب القوى، ليكونوا استمراراً لمن سبقهم من الطفرات في رياضتنا، كغادة شعاع على سبيل المثال.

ويعود السبب في ذلك لأن الاهتمام في هذه الألعاب يكون محدوداً، وبالتالي تجد الاتحادات نفسها مضطرة للاهتمام بلاعب أو اثنين للمنافسة بهما في البطولات الخارجية حتى يسجل اسمنا على سجل المشاركين، ولو توفر لهذه الاتحادات ما يتوفر للألعاب الجماعية ككرة القدم أو السلة لحققنا الكثير من الإنجازات.

الألعاب الجماعية: نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً

وعلى ذكر الألعاب الجماعية فإننا لا نسمع من المسؤولين عنها إلا التصريحات والوعود، التي لا يتحقق منها شيئاً فنسمع دائماً جعجعة ولا نرى طحيناً.

فكرة القدم ضاعت بين الهواية والاحتراف وضاعت معها المتعة والإنجازات، وأصبحنا طريق عبور لفرق كنا نتنزه معها والسلة لا نكاد ننهض من سقطة حتى تعقبها سقطات وخيبات وآخرها، تصفيات كأس العالم والآلام التي آلمت بنا بعد الخسارة مع إيران والبحرين وخروجنا خاليي الوفاض، أما كرة اليد فيبدو أن يدنا مكسورة ولا تقوى على حمل الكرة الصغيرة، والطائرة حطت ولم تقلع وكرة الماء غير قادرة على السباحة بجدول صغير فما بالكم بالبحار أو المسابح، حتى أن بعض الألعاب الأخرى سواء فردية أو غيرها أصبحت من المنسيات كالريشة الطائرة التي طارت بعيداً ولم نعد نسمع عنها شيئاً، وكرة الطاولة التي تتذكرنا بين الفينة والأخرى بميدالية هنا أو هناك، والسباحة التي تغرق بشبر ماء أما المصارعة والدراجات فنحتاج لقاموس للبحث عنها، فيما تبصم الكاراتيه والجودو وربما ألعاب أخرى قليلاً وتغيب طويلاً.

هل بالإمكان أفضل مما يكون؟

دائماً ما يسأل الجمهور السوري والمتابعون هذا السؤال هل فعلاً بالإمكان أفضل مما يكون، وهل هذا هو سقف طموحنا الرياضي وهل هذه فعلاً إمكانيات الرياضيين السوريين.

بالتأكيد نعم كان بالإمكان أفضل مما كان ويمكن أن يكون أفضل مما سيكون، وسقف طموحاتنا لا محدود عندما نكون مهنيين في العمل ونبتعد عن الشخصنة في القرارات وعن المصلحة في التعيينات، وعندما نضع الرجل المناسب أو الرياضي أو المدرب أو الإداري المناسب في المكان المناسب.

عندما لا نرضخ لضغوطات من أحد ونحترم الإعلام ولا نخاف منه ونعمل على الاستفادة من أخطاء الغير، وعندما تكون المعاملة بالمثل للجميع فلا خيار وفقوس ولا ابن ست وابن جارية في العمل.

للأسف ما شاهدناه خلال الأيام أو الأسابيع الماضية في رياضتنا من قرارات ارتجالية وبعضها كان أميل للشخصية أو لتصفية الحسابات، لا يدل على أننا نفكر بالتطور بل سيبقى ما نحصده من ميداليات متفرقة هنا وهناك هو سقف طموحاتنا، وستبقى إمكانيات الرياضيين السوريين مدفونة داخل حدود الصالات والملاعب المحلية.

ما تملكه سوريا من إمكانيات بشرية بشهادة العدو قبل الصديق يفوق ما يملكه أي مجتمع آخر، وكان الفرد السوري رجلاً أو امرأة يحقق بإمكانياته البدنية والذهنية ما لا يحققه الآخرين ممن يملكون الإمكانيات المادية الكبيرة، بسبب العقلية التي كنا نعمل بها مفضلين المصلحة العامة على كل شيء.

ولكن للأسف العقلية التي نعمل بها الآن في رياضتنا لن تجعلنا نتقدم قيد أنملة، إلا إن حدثت طفرة هنا وأخرى هناك كما يحدث الآن.

 

محسن عمران

اقرأ أيضاً