أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام الصباغ، أن عملية التحوّل إلى عالم متعدد الأقطاب بدأت بالفعل ولا عودة عن هذه العملية.
وقال الصباغ في لقاء أجراه مع وكالة “سبوتنيك” الروسية: “من الصعب التنبؤ بتوقيت التحول إلى عالم متعدد الأقطاب، لكن هذه العملية قد بدأت بالفعل”.
وأضاف الصباغ، على هامش أسبوع المستوى الرفيع للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اختتم أعماله في نيويورك: “من الصعب التنبؤ بالضبط متى سنصل إلى ذلك، ولكن الأمر الإيجابي هو أن هذه العملية قد بدأت بالفعل، أنا متأكد من أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، لكني لا أرى وجود أي إمكانية لعكس العملية وعودتها إلى الوراء”.
وتابع نائب وزير الخارجية: “سيكشف الزمن لاحقاً، المدة التي سيستغرقها هذا الأمر، لكني أظن أن هذا هو الاتجاه الصحيح الذي يجب أن نعمل فيه بوصفنا دول نامية”.
وأكّد الصباغ أنّ سوريا وروسيا “تربطهما علاقات ممتازة”، ومستوى التعاون بين البلدين عالٍ، وعلى كل المستويات، وفي مختلف المجالات.
وأوضح نائب وزير الخارجية السوري أنّ التعاون مع موسكو وثيق ومُكثّف، ولا سيما فيما يتعلّق بتمديد التفويض بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2672، لافتاً إلى أنّ دمشق وموسكو بذلتا معاً جهوداً كبيرة لإجراء تحسينات وتعديلات على هذا النص لجعله أكثر مُلاءمةً لمعالجة الوضع الحالي.
وأكد الصباغ في الكلمة التي ألقاها في أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن “أمريكا وتركيا تواصلان دورهما التخريبي وانتهاك سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها باستمرار وجودهما العسكري غير الشرعي ودعم الميليشيات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية”، مشدداً على أن “الارتقاء بالوضع الإنساني يتطلب توفير حلول مستدامة لدعم السوريين، مجدداً تأكيد حقها المشروع باستعادة الجولان السوري المحتل كاملاً حتى خطِ الرابعِ من حُزَيْران لعام 1967”.
كما شدد على ضرورة رفع العقوبات عن سوريا، قائلاً: “إن منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة خلق ليكون منبراً للحوار والدبلوماسية العامة بين الدول الأعضاء، وليس منصة لإطلاق الاتهامات الكاذبة أو شن الحملات العدائية ضد بعضها بعض، لهذا نتطلّعُ إلى أن تكون الدورة الحالية للجمعية العامة، وبقيادتكم، قادرة على الوفاء بالشعار الذي رفعتموه، والمتمثل في: إعادة بناء الثقة، وإحياء شعلة التضامن العالمي: وتسريع وتيرة العمل بشأن خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة الواردة فيها من أجل تحقيق السلام والرخاء والتقدم والاستدامة للجميع”.
وجاء تصريح الصباغ، بعد أيام من تصريحات صحافية للرئيس بشار الأسد، في مقابلة أجراها مع التلفزيون الصين المركزي (CCTV)، أكد فيها أن المبادرات الاقتصادية والسياسية التي تقودها الصين، سيما مبادرة المصالحة بين إيران والسعودية، وقال: “نتمنى أن تستمر الصين بلعب دور سياسي يتصاعد كما نراها بشكل مستمر، لأن هذا الدور السياسي لا ينفصل عن المبادرات بما فيها مبادرة الأمن العالمي” موضحاً أن “هذه المبادرات فنحن نراها قواعد للعالم الجديد، أنا أقول بأن العصر الذي نعيشه الآن هو عصر انتقال من عالم قديم إلى عالم جديد”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تفرض على سوريا قوانين عقوبات عدة، ففي حزيران 2023 أقرت لجنة العلاقات الخارجية في “مجلس النواب” الأمريكي، مشروع قانون لمواجهة التطبيع مع سوريا، وعام 2022 وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن على قانون عقوبات جديد ضد سوريا بعنوان “مكافحة الكبتاغون”، وعام 2020 وسّع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قانون “قيصر” المفروض على سوريا والذي يمنع التعامل التجاري والاقتصادي مع الدولة السورية والكيانات التابعة لها.