خاص|| أثر برس “كانت الساعة الرابعة فجراً كنت نائمة بجانب طفلي (يحيى) وإذ بالسرير يهتز من تحتي، سارعت لأغادر الغرفة بعد أن طلب مني زوجي أن أحضر يحيى، بدأت أركض أملاً في النجاة، وفي لحظة فقدت الأمل وشعرت بأن حياتنا انتهت..”.
تضيف نجمة لـ “أثر”: “شاهدت بأم عيني الجدران تتساقط من حولي وفي غضون 10 ثوانٍ سقط ما تبقى من المنزل”، وتتابع “تعرّضنا لرضوض وكسور؛ لكن طفلي توفى وكان عمره سنة ونصف بعد أن وقعت حجرة على ظهره، أحمد الله على كل حال أنا وزوجي ما زلنا على قيد الحياة، ساعات لا أحسبها من عمري كارثة زلزلتنا لا أتوقع أن أحداً سينساها”.
أما محمد (٢٢ عاماً) روى ما جرى تلك الليلة، فقال لـ “أثر”: “رأيت الموت بأم عيني كل شيء من حولي يدمر، الدمار هز كل الأبنية التي طالها نظري”، ويشرح: “كانت الساعة الرابعة و17 دقيقة فجراً، كل أهلي نيام بينما أنا مستيقظ لأنهي دراسة مادة سأقدم فيها امتحان؛ لثواني معدودة وجدت نفسي أهتز أنا والطاولة والكرسي الذي كنت أجلس عليه”.
وتابع: “في لحظة خروجي من الغرفة لأطمئن على أهلي بدأ البناء يتزلزل يميناً ويساراً لم نستطع فعل أي شيء ولا حتى الخروج من المنزل فالأدراج تنهار، سقطنا مع البناء وصرنا تحت الأنقاض وبمساعدة رجال الإنقاذ تم انتشالنا، أمي وشقيقتي في المستشفى بينما أبي وشقيقي الصغير في الصف الثامن توفيا”.
“لم يسبق لي أن شاهدت مثل هذه الهزات القوية ظننت أنها نهاية العالم”؛ هكذا وصفت أم عبد الله حالها بعد أن فقدت أحفادها الاثنين وأبيهم، وتقول لـ “أثر”: “كنا نائمين في المنزل لنستيقظ على زلزال قتل مئات الأشخاص، في البداية كانت هزة بسيطة لم نعطِ الأمر اهتمام بعد عدّة ثوانٍ بدأت الأبنية تهتز بشكلٍ قوي فتحنا باب المنزل لنخرج منه لم نستطع؛ لأن معظم الأبنية التي كانت مقابلنا كانت تنهار فإذا نزلنا ستسقط فوق رؤوسنا”.
وتضيف “كنا ستة أشخاص في المنزل أنا وزوجي وابني وأولاده وزوجته بنفس اليوم صباحاً وصل ابني وعائلته من مدينة دمشق قال لي قبل يومين من الزلزال: (جاي غير جو عندك أنا وولادي ومرتي)؛ لكني لم أعلم أنه جاء ليموت عندي”.
توفى من عائلة أم عبد الله ابنها وأحفادها وزوجها، وما تزال تنتظر زوجة ابنها لتتعافى وتخبرها بأنهن بقيتا وحيدتين من دون أبو عبد الله وأبو هادي وهادي ونور الدين.
مشاهد مروعة وقصص ومآسي خلّفها الزلزال الذي ضرب سوريا فجر الإثنين 6 شباط وأودى بحياة آلاف الناس في وقتٍ لا تزال فيه فرق الإنقاذ تسحب العالقين تحت الركام.
وبحسب وزارة الصحة فإن عدد ضحايا الزلزال في سوريا ارتفع إلى 1387 وفاةً و2326 إصابةً وذلك في حصيلة غير نهائية، بحسب وزارة الصحة.
دينا عبد