أثر برس

نتيجة لتحذير إيراني – سوري وتحمل رسائل لـ”إسرائيل”.. ماذا وراء الدوريات الجوية الروسية – السورية؟

by Athr Press Z

من الواضح أن الدوريات الروسية – السورية الجوية التي جرت قبل يومين على طول الحدود السورية، ليست إجراء اعتيادي وتحمل العديد من الرسائل والمؤشرات، وذلك استناداً إلى التحليلات التي انتشرت في الصحف لا سيما العبرية منها التي اعتبرت أن هذه الدوريات هي رسائل موجهة للكيان الإسرائيلي.

حيث أفادت صحيفة “يديعوت أحرنوت” بأن إسرائيل تخشى من أن تكون هذه الدوريات مقدمة لتوجه روسي يهدف إلى تقليص هامش المناورة العسكرية الذي يتمتع به الجيش الإسرائيلي في سوريا، وقد يكون التحرك الروسي رسالة إلى إسرائيل بأنها بالغت في شن الهجمات بالعمق السوري.

فيما أشارت صحيفة “هآرتس” في معرض تعليقها على هذه الدوريات إلى أن اللقاء الذي جمع سابقاً بين رئيس الحكومة الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي استمر 5 ساعات، طالب بوتين إسرائيل بزيادة تنسيقها مع روسيا بشأن الضربات في سوريا، وأن تكون إسرائيل أكثر دقة، لكن يبدو أن هناك اختلافاً طفيفاً بين المواقف الروسية والإسرائيلية بشأن سوريا.

أما صحيفة “جيروزاليم بوست” فرجّحت أن تكون هذه الدوريات جزءاً من عملية روسية متعددة المراحل لتأكيد سيادة الدولة السورية.

كما نشر موقع “ديبكا” تقريراً أشار خلاله إلى أهداف روسية 3 من هذه الدوريات تتلخص بـ:

1-تقليص حرية عمل القوات الجوية الأمريكية والإسرائيلية في الأجواء السورية، إذ أن تشغيل دورية للطائرات المقاتلة الروسية والسورية في الأجواء السورية في أوقات غير محددة سيحدّ من الأوقات التي يمكن فيها للطائرات الأمريكية والإسرائيلية التحليق فوق سوريا.
2-جمع مواد استخباراتية، باستخدام طائرة الاستخبارات الروسية A-50، حول التقييمات العسكرية الإسرائيلية في هضبة الجولان، وحول التقييمات العسكرية الأمريكية في شمال شرقي سوريا بالأماكن التي توجد فيها القوات الأمريكية.
3-توفير إجابة روسية من خلال هذا الإجراء للسوريين عن سبب عدم استخدامهم صاروخ “S-300 ، وS-400” ضد الطائرات الإسرائيلية التي تهاجم سوريا.

وكذلك الصحافة الأجنبية والعربية طرحت تحليلاتها حول الموضوع، حيث قالت “thedrive“: “إذا أصبحت مثل هذه التحليقات منتظمة، فإنها ستزيد بشكل كبير من قدرة القوات الجوية السورية على حماية مجالها الجوي بشكل أساسي من الهجمات الجوية الإسرائيلية”.

وجاء في صحيفة “البيان” الإماراتية:
“بعض المراقبين ربطوا هذه الخطوة الجديدة، بالضربات الإسرائيلية المتكررة ضد مواقع في سوريا، مشيرين في الوقت ذاته إلى الحاجة لمزيد من الوقت لتأييد العلاقة بين المسألتين”.

ونشرت صحيفة “الأخبار” تقريراً يشير إلى أن هذه الخطوة الروسية هي نتيجة لتحذيرات سورية – إيرانية لروسيا عقب الغارات الإسرائيلية على ميناء اللاذقية، حيث ورد فيها: “تثير التحركات الروسية الأخيرة في سوريا، والتي يأتي على رأسها تسيير دوريات جوية مشتركة مع الجانب السوري على حدود الجولان المحتل وإرسال قوة من الشرطة العسكرية الروسية للتمركز في ميناء اللاذقية، تساؤلات في تل أبيب حول ما إذا كانت موسكو اتّخذت قراراً بوضْع حدّ للتمادي الإسرائيلي في الاعتداءات على الساحة السورية، وإذ لا يبدو هذا الاحتمال بعيداً بالنظر إلى أن التحركات المذكورة أعقبت رسائل تحذير سورية – إيرانية إلى روسيا، من أن الامتناع عن لجم ذلك التمادي سيستتبع فعلاً مباشراً من دمشق وطهران، فهو قد لا يكون معزولاً أيضاً من حسابات روسية، مرتبطة من جهة بالتطلّع إلى مساحة نفوذ في ميناء اللاذقية، وبالتجاذب مع الولايات المتحدة والغرب على خلفية أزمة أوكرانيا، من جهة أخرى”.

بالرغم من إعلان الدفاع الروسية أن هذه الدوريات ستكون منتظمة، إلا أن بعض المحللين يشيرون إلى أن هذه الدوريات هي مجرد إجراء روسي لإيصال رسائل لأطراف مختلفة، أبرزها “إسرائيل، والناتو”، وأن ثمّة تفاهمات سياسية قد تفرض نفسها وتحول دون إحداث أي تغير في التحالفات الروسية – الإسرائيلية.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً