أثر برس

نحل أجنبي يدخل سوريا بطرق غير نظامية.. اتحاد النحالين لـ”أثر”: لا تناسبه البيئة السورية

by Athr Press G

خاص || أثر برس على وقع تعرض النحل في سوريا لعدد من التغيرات الطارئة منها ما يتعلق بالطقس والتبدلات المناخية والكوارث الطبيعية، تأرجح إنتاج العسل منخفضاً تارة ومستقراً تارة أخرى، ما دفع ببعض مربي النحـل إلى إدخال سلالات أجنبية هجينة إلى السلالات السورية الصافية والتي تعد غير مناسبة للبيئة السورية.

متى بدأ إدخال سلالات أجنبية؟

مربي النحل وعضو لجنة مربي النحل عبد الرحمن قرنفلة أكد لـ”أثر” أنه “قبل عام 2017 م تم إدخال سلالة نحل أجنبية من مصر وإيطاليا ما أدى إلى خلط في السلالات السورية” مبيناً أن السلالات السورية هي من أفضل الأنواع ومتأقلمة مع البيئة السورية ويوجد منها نوعين: السيافي والغنامي وهما مقاومان للأمراض ويجمعان الرحيق وحبوب الطلع ويدافعان عن الخلية بشكل جيد ويحملان الصفات الجيدة للنحل.

وتابع أن “الاستيراد أثر بشكل سلبي على السلالة السورية ولاحظنا ضمن بعض الحقول وجود سلالات هجينة وهي معرضة للأمراض بشكل كبير بسبب عدم تأقلمها مع البيئة السورية” موضحاً أن انتشار السلالات الهجينة يتسبب بالعديد من الأمراض.

وأوضح قرنفلة أن “التجار هم من أدخلوا الملكات الأجنبية طمعاً بزيادة الإنتاج” مشيراً إلى أن العسل واحد ولكن ما يختلف هو الإنتاج فقط ويجب أن نكون على وعي بنقطة هامة وهي أن تفوق سلالة بالإنتاج في بلدها الأصلي هذا لا يعني أن تتفوق عندما يتم استيرادها لبلد آخر لأن البيئة تلعب دوراً كبيراً بالإنتاج”.

كما لفت إلى أنه لا توجد دول محددة لاستيراد النحل لكن غالباً ما يتم استيراده من إيطاليا، مضيفاً أن إنتاج العسل يتغير وفقاً للعوامل الجوية وهذا ما يساهم بانخفاض الإنتاج.

وحول متوسط إنتاج العسل لهذا العام، بين قرنفلة أنه متوسط إنتاج عسل الحمضيات كان سابقاً 300-400 طن أما اليوم وبحسب التقديرات الأولية فهو 75 ألف طن، منوّها إلى أنه نتيجة الظروف الجوية اتجه النحالون إلى عسل حبة البركة واليانسون عدا عن انخفاض المساحات المزروعة من قبل الفلاحين لعدة أسباب منها نقص المازوت والأسمدة ما أدى إلى زيادة الحمولة النحلية فعلى سبيل المثال أرض مساحتها 10 دونم كان يوضع بها 20 خلية نحل اليوم يتم وضع 200 خلية نحل وبالنتيجة انخفض الإنتاج حيث أن الخلية التي كانت تنتج 15 كيلو عسل باتت تعطي 8 كيلو فقط ونتأمل بالعسل الجبلي لتحسين الموسم هذا العام”.

النحل الأجنبي دخل بطرق غير نظامية:

وبهذا السياق أوضح رئيس اتحاد النحالين العرب إياد دعبول فرع سوريا لـ”أثر” أنه “لا يوجد استيراد لنحل أجنبي في الوقت الحالي وإنما هناك ملكات نحل أجنبية تدخل إلى سوريا بطريقة غير نظامية” منوهاً إلى أن الاستيراد مسموح ضمن ضوابط ولكن ليست هناك حاجة للاستيراد بسبب وجود النحل المحلي.

وبين أن استيراد النحل يحتاج لتكلفة مالية كبيرة لأنه يتم عبر الطيران، مشدداً على أن وجود النحل محلي مناسب للبيئة السورية أكثر من المستورد.

وتابع دعبول “النحالون يطمحون لزيادة الإنتاج لديهم ويبحثون بشكل دائم عن ملكات ذات سوية إنتاج عالية ويحصلون عليهم من أي دولة في العالم وبإمكانهم إدخالهم مع أي مسافر بسبب صغر حجمهم حيث أن حجم 5 ملكات لا يتجاوز 2سم بـ5 سم”.

وبحسب دعبول، يؤثر دخول هذه الملكات على السلالة السورية، وغالباً ما تعطي تلك الملكات موسمين إنتاجهما مرتفع وبعدها يحتاج النحال لتبديل الملكة بملكة أخرى جديدة.

وأشار دعبول إلى أن “مشروع تعمل عليه وزارة الزراعة لتأصيل النحل السوري وتم تشكيل لجنة خاصة وإحداث مركز في ريف اللاذقية بمنطقة الرحملية كونها بعيدة عن جميع المناحل الموجودة لتأمين منطقة معزولة وذلك بإشراف مختصين وخبراء ضمن وزارة الزراعة لانتقاء وانتخاب وتأصيل النحل، ما يتطلب رصد تمويل لازم”.

الجدير ذكره أن أعداد النحالين في سوريا تناقصت بسبب ظروف العمل والحرب ما أدى إلى انخفاض الإنتاج وارتفاع أسعار العسل.

لمى دياب

اقرأ أيضاً